كشفت صحيفة التايمز البريطانية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أن الرئيس السوري أحمد الشرع يدرس مبادرة سياسية واقتصادية شاملة، تتضمن عرضًا مباشرًا للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، يهدف إلى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مقابل تقديم تنازلات استراتيجية واقتصادية جوهرية.
وتأتي المبادرة في وقت يشهد فيه المزاج السياسي الأمريكي تحولًا ملحوظًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهي محاولة سورية واضحة لاستثمار هذا التغير لإعادة التموضع سياسيًا على الساحة الدولية، وفتح قناة حوار مع واشنطن قد تعيد تشكيل مستقبل العلاقات السورية الأمريكية، وربما مستقبل سوريا نفسها في الإقليم.
ترتيبات أمنية جديدة قرب الجولان برعاية أمريكية
تشير التسريبات إلى أن المبادرة السورية تتضمن اقتراحًا بإنشاء منطقة منزوعة السلاح شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان، مع قبول مبدئي ببقاء عسكري محدود لإسرائيل في الجهة الغربية خلال فترة انتقالية.
مبادرة بين سوريا وإسرائيل قد تنطلق من الرياض
ألمحت المصادر إلى أن الشرع أبدى استعدادًا لفتح قناة حوار مباشر مع إسرائيل برعاية أمريكية وسعودية، في قمة مرتقبة قد تعقد في الرياض.
ويدعم هذا المسار المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي وصف المبادرة بأنها "فرصة تاريخية لكسر القوالب الجامدة في الشرق الأوسط".
صفقة اقتصادية مغرية للشركات الأمريكية
بجانب الطرح السياسي، عرض الرئيس السوري على واشنطن صفقة اقتصادية تمنح شركات أمريكية امتيازات لاستغلال الثروات الطبيعية السورية من المعادن النادرة والفوسفات، وفق نموذج شبيه بالعقود التي أُبرمت في أوكرانيا قبل الحرب.
ترامب يشترط انسحاب إيران من الجنوب السوري
ورغم الانفتاح المبدئي من إدارة ترامب على العرض السوري، إلا أن الرئيس الأمريكي اشترط التزامًا واضحًا من دمشق بسحب القوات الإيرانية من الجنوب السوري، معتبرًا ذلك بندًا أساسيًا في أي تفاهم شامل.
لقاء مرتقب بين الشرع وترامب
التقرير يشير إلى زخم متصاعد لعقد لقاء مباشر بين الشرع وترامب في العاصمة السعودية الرياض، بدعم خليجي متنامٍ لجهود تخفيف التوترات الإقليمية وإعادة دمج دمشق في النظام الإقليمي والدولي. هذا اللقاء إن تم، سيكون الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة السورية.
عقبات محتملة أمام المبادرة السورية
رغم الإشارات الإيجابية، يبقى موقف موسكو وطهران عاملًا حاسمًا في نجاح المبادرة أو تعثرها.
وتخشى روسيا من تقارب سوري أمريكي قد يقلّص نفوذها في دمشق، بينما ترى إيران في أي انسحاب من الجنوب السوري خسارة استراتيجية كبيرة، خصوصًا في ظل احتدام الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة.
0 تعليق