فاينانشيال تايمز: الانفراجة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تبعث على الارتياح

بوابة مصر 2030 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الانفراجة الأخيرة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أُعلن عنها صباح الاثنين، تمثل مصدر ارتياح مرحّب به للاقتصاد العالمي، لكنها لا تزال بعيدة عن كونها حلاً نهائيًا.

وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن الجانبين اتفقا على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115 نقطة مئوية، إلى جانب إنشاء "آلية تشاور" لتسوية النزاعات التجارية المستمرة. كما أعلنت الصين أنها ستقوم "بتعليق أو إلغاء" بعض الإجراءات غير الجمركية ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك القيود على تصدير بعض المعادن الأساسية.

وأكدت الصحيفة أن تحسن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم من شأنه أن ينعكس إيجابيًا على الشركات والأسواق المالية والأسر، ليس فقط في الداخل، بل في مختلف أنحاء العالم. إلا أنها حذرت من الإفراط في التفاؤل.

وأضافت أن البيت الأبيض، كما فعل في اتفاقه التجاري الأخير مع المملكة المتحدة، يروّج لهذه الاتفاقية مع الصين باعتبارها "انتصارًا"، وهو ما قد يلقى صدى إيجابيًا لدى قاعدة الرئيس دونالد ترامب، خاصة وأنه استخدم التهديدات بفرض رسوم جمركية كبيرة للضغط على بكين لتقديم تنازلات.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج محادثات جنيف، التي عُقدت نهاية الأسبوع الماضي، جاءت مفاجئة للأسواق، والتي لم تكن تتوقع تراجعًا من الجانبين. وقد تفاعلت الأسواق بإيجابية مع هذه الأخبار، إذ استعادت الأسهم الأمريكية معظم خسائرها، وارتفع الدولار، في حين تراجع الذهب باعتباره من أصول "الملاذ الآمن".

لكن الصحيفة شددت على ضرورة أن يركز المستثمرون على "الصورة الأكبر"، بدلًا من الانجراف وراء التحركات قصيرة الأجل في الأسواق.

فمن جهة، لا تزال الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية مرتفعة تاريخيًا، إذ تبلغ حاليًا نحو 40%، بحسب تقديرات كابيتال إيكونوميكس، وهي أعلى بكثير من مستوياتها قبل الولاية الثانية لترامب، الذي ما يزال يدرس فرض رسوم إضافية حسب كل قطاع.

ومن جهة أخرى، تبقى حركة التجارة والاستثمار بين البلدين مقيدة طالما بقيت الرسوم الجمركية غير مستقرة.

وأوضحت الصحيفة أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين، الذي كثيرًا ما ينتقده ترامب، يعود في الأساس إلى اختلالات هيكلية في الاقتصادين – حيث تعاني الصين من فائض في العرض، في حين تعاني الولايات المتحدة من فائض في الطلب – ما يجعل من الصعب حله بمثل هذه الاتفاقيات فقط.

واختتمت فاينانشيال تايمز افتتاحيتها بالتأكيد على أن الأسواق قد تبالغ في تقدير أهمية هذه الاتفاقيات، خاصة في ظل طابعها غير الملزم، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، وتقلب مواقف الإدارة الأمريكية.

ورغم هذا، يبدو أن المستثمرين اختاروا التفاعل بإيجابية مع "النتائج الأقل سوءًا"، مما دفع مؤشرات الأسهم للارتفاع، وعودة أسهم التكنولوجيا إلى المنطقة الصاعدة، وكأن "يوم التحرير" لم يحدث أبدًا. لكن، ومع وجود رئيس متقلب المزاج، فإن هذا التفاؤل المفرط لا يخلو من المخاطر.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق