الثلاثاء 13 مايو 2025 | 09:20 مساءً

وحدات إنتاج كهرباء

وقعت قطر اتفاقية مع تحالف بقيادة شركة "سوميتومو" اليابانية، لبناء محطة كهرباء ومياه جديدة بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 13.5 مليار ريال قطري (3.7 مليار دولار)، ويهدف المشروع إلى تلبية احتياجات الطاقة والمياه في قطر، ويأتي ذلك في إطار مساعي الدولة الخليجية لتعزيز استدامة مصادر الطاقة وتلبية الطلب المتزايد الذي تشهده البلاد في فصل الصيف، نتيجة للنمو السكاني والاقتصادي.

تتضمن الاتفاقية التعاون بين مؤسسة "كهرماء" و"قطر للطاقة"، بالإضافة إلى شركة الكهرباء والماء القطرية، وتحالف "سوميتومو" اليابانية الذي يضم أيضًا "لؤلؤة سكاي إنرجي" القابضة. 

ستضيف المحطة المزمع إنشاؤها في منطقة "راس أبو فنطاس"، 2400 ميجاواط من الكهرباء و110 مليون جالون من المياه يوميًا إلى البنية التحتية للطاقة والمياه في قطر، ما سيسهم بشكل كبير في تعزيز استدامة الشبكة.

محطة "راس أبو فنطاس" ستساهم بنسبة كبيرة في إنتاج الطاقة والمياه القطرية

من المتوقع أن تساهم محطة "راس أبو فنطاس" بنسبة 23% من إجمالي إنتاج الكهرباء في قطر، إضافة إلى تزويد البلاد بحوالي 20% من احتياجاتها اليومية من المياه، ويعتبر هذا المشروع خطوة هامة في خطط الدولة لتوفير إمدادات مستقرة للطاقة والمياه، بما يتماشى مع خططها التنموية الطموحة.

ووفقًا للبيان الصادر عن وزارة الطاقة القطرية، فإن المشروع سيعزز قدرة البلاد على تلبية الاحتياجات المستقبلية، في ظل ارتفاع الطلب على الخدمات الأساسية نتيجة زيادة أعداد السكان والزوار الدوليين.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية تأتي بعد أقل من أسبوع من توقيع قطر لعدة عقود استراتيجية بقيمة 3.1 مليار ريال لتطوير شبكة الكهرباء في البلاد.

دور المشروع في تعزيز البنية التحتية المستدامة وتخفيض الانبعاثات الكربونية

يعد هذا المشروع جزءًا من جهود قطر المستمرة لتحقيق استدامة في قطاع الطاقة والمياه، حيث تسعى إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة في شبكتها بشكل أكبر. في هذا السياق، أكد البيان أن المشروع سيشهد توقيع اتفاقية مع الشركة المنفذة لتعزيز جهود خفض الانبعاثات الكربونية في الفترة القادمة.

وتتزامن هذه الخطوة مع استراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة التي تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 18% بحلول عام 2030، مقارنة بـ 5% حاليًا.

الجدول الزمني للتنفيذ والتشغيل

من المتوقع أن يتم تشغيل محطة المياه التابعة للمشروع في أغسطس 2028، فيما ستبدأ محطة الكهرباء في الإنتاج الكامل بحلول منتصف عام 2029. كما سيتضمن المشروع توسيع شبكة الكهرباء المحلية لدعم الاستخدامات المستقبلية للطاقة.

من جهة أخرى، تشير الأنباء إلى أن المشروع سيشمل أيضًا تطوير بنية تحتية جديدة لدعم استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتطوير تكنولوجيا حديثة في مجالات تحلية المياه وتوليد الطاقة.

زيادة عدد الزوار الدوليين يسهم في الطلب المتزايد على الطاقة والمياه

شهدت قطر مؤخرًا زيادة ملحوظة في عدد الزوار الدوليين، حيث ارتفع عددهم إلى 5.1 مليون زائر في عام 2024، بزيادة 25% مقارنة بعام 2023.

كما بلغ عدد الزوار منذ بداية عام 2025 نحو مليوني شخص، ما يعكس أهمية تحسين البنية التحتية للطاقة والمياه لاستيعاب هذا النمو الكبير.

وتدرك الحكومة القطرية التحديات المترتبة على هذا النمو، وقد أكدت استعدادها للتوسع في مشاريع جديدة لتلبية احتياجات المواطنين والزوار على حد سواء.

تعزيز التعاون الخليجي في مجال الطاقة

جدير بالذكر أن قطر تعد من مؤسسي هيئة الربط الكهربائي الخليجي، والتي تدرس حاليًا ضخ استثمارات جديدة بقيمة أكثر من مليار دولار في مشروعات مشتركة تهدف إلى تطوير شبكة الكهرباء الرابطة بين دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذه الاستثمارات ستسهم في تعزيز التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة، مما يعزز من استقرار إمدادات الكهرباء في المنطقة.

خطة قطر المستقبلية لتطوير الطاقة والمياه

تسعى قطر من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق استدامة في إدارة مواردها الطبيعية، وضمان توفير إمدادات متواصلة من الطاقة والمياه في ظل التحديات البيئية والاقتصادية العالمية. 

بالإضافة إلى ذلك، تركز قطر على تحقيق توازن بين الاستفادة من مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة لتحقيق أهدافها الطموحة في النمو المستدام.