بوابة العرب
الأربعاء 14/مايو/2025 - 10:19 م

حذّرت منظمات الأمم المتحدة، بما فى ذلك منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، من تفاقم الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة، مؤكدة أن قرابة ٥٠٠ ألف فلسطينى يعانون من مجاعة فعلية، فى ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية.
ودعت المنظمات الثلاث إلى فتح المعابر بشكل فورى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، محذّرة من خطر وشيك يتمثل فى انهيار النظام الزراعى بالكامل، وارتفاع حاد فى معدلات سوء التغذية والوفيات، نتيجة انعدام الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ووفقًا لتقرير "التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي" الصادر مساء الاثنين، فإن جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو ٢.١ مليون نسمة، يعانون من انعدام شديد فى الأمن الغذائي. وقد صنف التقرير ٩٣٪ من السكان فى مراحل متقدمة من انعدام الأمن الغذائي: ١٢٪ (نحو ٢٤٤ ألف شخص) فى المرحلة الخامسة (وضع المجاعة)، و٤٤٪ (٩٢٥ ألفًا) فى المرحلة الرابعة (طوارئ)، والباقى فى المرحلة الثالثة (أزمة غذائية).
وأوضح التقرير أن نحو ٤٧٠ ألف شخص يعيشون حاليًا فى ظروف مجاعة فعلية، فيما يحتاج ٧١ ألف طفل وأكثر من ١٧ ألف أم إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد. كما تُقدّر حاجة نحو ٦٠ ألف طفل للعلاج المباشر منذ بداية عام ٢٠٢٥.
وتوقعت الأمم المتحدة استمرار تدهور الوضع الإنسانى خلال الفترة من ١١ مايو وحتى نهاية سبتمبر ٢٠٢٥، مع بقاء جميع سكان غزة فى حالة أزمة غذائية أو أسوأ.
وعلى مستوى القطاع الزراعي، بينت "الفاو" أن ٤٢٪ من أراضى غزة كانت مزروعة قبل أكتوبر ٢٠٢٣، إلا أن العمليات العسكرية دمرت ٧٥٪ من الحقول وبساتين الزيتون. كما خرج ثلثا آبار الزراعة (١,٥٣١ بئر) عن الخدمة مع بداية عام ٢٠٢٥.
ورغم توزيع أكثر من ٢,١٠٠ طن من الأعلاف والمستلزمات البيطرية على نحو ٤,٨٠٠ مزارع، أكدت "الفاو" أن هذه الكميات لا تكفي، محذرة من أن ٢٠ إلى ٣٠٪ من الماشية مهددة بالنفوق إذا استمر منع دخول المستلزمات الأساسية.
وفى تصريحات مؤثرة، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندى ماكين: "عائلات بأكملها تتضور جوعًا، بينما المساعدات تقف على المعابر بانتظار الإذن بالدخول. المجاعة لا تحدث فجأة، بل عندما يُمنع الناس من الغذاء والرعاية".
كما شددت مديرة اليونيسف، كاثرين راسل، على أن الجوع وسوء التغذية أصبحا واقعًا يوميًا لأطفال غزة، داعية إلى تحرك دولى عاجل لمنع تفاقم الكارثة.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ١١٦,٠٠٠ طن من المساعدات الغذائية تقف عند المعابر، وهى كميات تكفى لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر، لكنها لم تدخل بسبب الحصار المستمر. كما نُفدت جميع مخزونات الغذاء، وأُغلقت المخابز الـ٢٥ المدعومة بالكامل منذ نهاية أبريل، بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي.
وختمت الوكالات الأممية تحذيرها بالدعوة إلى احترام القانون الإنسانى الدولى والسماح الفورى بدخول الإمدادات، مؤكدة أن استمرار الحصار ينذر بوقوع وفيات تفوق معدلات المجاعة خلال الأشهر المقبلة.
0 تعليق