في خضم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الجمعة، بأن الولايات المتحدة تسعى إلى «معالجة» الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، معترفًا بأن «الناس يتضورون جوعًا».
جاءت تصريحات ترمب خلال حديثه إلى الصحفيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المحطة الأخيرة في جولته الخليجية، حيث قال:
«نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. كثير من الناس يتضورون جوعاً».
لكن كلمات ترمب، التي بدت مقتضبة ومفتقرة إلى التفاصيل، تُلقي الضوء على واقع مرير يتجاوز حدود اللغة الدبلوماسية. ففي شمال قطاع غزة، وتحديدًا في جباليا، كانت الصورة أكثر بلاغة من أي تصريح: حشود من الفلسطينيين تتدافع أمام تكيّة خيرية أملاً في لقمة تسد الرمق. مشهد يختصر مأساة شعب يعيش تحت الحصار، يُطارد فيه الأطفال الخبز كأنهم يُطاردون الحياة.
حصار شامل
منذ الثاني من مارس ، فرضت إسرائيل حصارًا مطبقًا على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لتعود وتستأنف عملياتها العسكرية في الثامن عشر من الشهر ذاته، مما زاد الطين بلة. ومع انقطاع سبل الإغاثة وتدمير البنى التحتية، باتت المجاعة تهديدًا يوميًا لمليوني إنسان، أكثر من نصفهم من الأطفال.
تصريحات ترمب، وإن حملت وعودًا فضفاضة، لم تُجب عن الأسئلة الحارقة: ما طبيعة "الحل" الذي تتحدث عنه واشنطن؟ هل هو دعم إنساني فعلي، أم مجرد تصريح عابر في جولة سياسية؟ وفيما تتصاعد الأصوات الدولية المطالِبة بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، لا تزال غزة تحترق، ولا تزال الموائد خالية، ولا يزال الخبز حلمًا صعب المنال.
0 تعليق