السفير عمرو حلمي: تصريحات أمريكية وإيرانية تفتح نافذة تفاهم محتملة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ضوء التصريحات الصادره عن الرئيس ترامب خلال جولته الخليجيه التي توحي بقرب التوصل الي اتفاق مع ايران يعالج بواعث القلق الدوليه والاقليميه من خطوره برنامجها النووي واشارته إلى أن إيران قد قبلت جزئيًا بعض الشروط المقترحة، ذكر السفير عمرو حلمي عضو مجلس الشيوخ  انه من الملاحظ ان تلك التصريحات قد قابلها تصريحات لا تقل اهميه صدرت عن الجنرال علي شمخاني مستشار المرشد الاعلي الايراني علي خامنئي التي ذكر فيها أن إيران قد أضاعت العديد من الفرص وارتكبت أخطاء في تعاملها مع برنامجها النووي ،مشيرا  إلى أن هذه التجارب المريرة قد كلفت إيران ثمناً اقتصادياً باهظاً، و أنه يجب على إيران أن تتعلم من هذه الأخطاء وان تتجنب تكرارها مستقبلا.

تصريحات أمريكية وإيرانية تفتح نافذة تفاهم محتملة:

واوضح السفير عمرو حلمي ان  تصريحات المسئول الايراني تكتسب اهميه خاصه في ضوء التطورات المتصله بالمفاوضات الجاريه الامريكيه الايرانيه، اخذا في الاعتبار انه من النادر في الحياه السياسيه الايرانيه أن نسمع صوتًا يعترف بوضوح، ولو بشكل غير مباشر ، بوجود أخطاء ارتكبت، أو بفرص ضاعت، أو بمواقف كان من الممكن التعامل معها بقدر أكبر من المرونة والعقلانية ، خاصه وان هذه التصريحات قد صدرت من شخصيه بحجم شمخاني التي لها وزنها الامني والسياسي والمعروفه بتاريخها الحافل في الحرس الثوري الإيراني.

واضاف السفير عمرو حلمي ان تصريحات شمخاني، في جوهرها، لا تعد مجرد توصيف عابر للوضع، اذ انها قد تشير  ضمناً إلى وجود قناعة جديدة بدأت تتسلل إلى مراكز صنع القرار في طهران، بأن الزمن لم يعد يحتمل المزيد من التشدد غير المجدي، وأن السياسات الخارجية يجب أن تبنى على أساس الذكاء السياسي لا على مجرد الشعارات ، ويعد ذلك  في حد ذاته تحول كبير في خطاب كان لعقود طويلة يعتبر التراجع مساومة، والمرونة خيانة، والتفاوض نوعًا من الاستسلام.

 عمرو حلمي يحذر من التفاؤل المفرط ويدعو لحلول واقعية"

‏‎وأوضح السفير عمرو حلمي ان ما يمكن استخلاصه من تصريح شمخاني هو درْس بالغ الأهمية في فن السياسة، مفاده أن التشدد الزائد في المواقف لا يعني بالضرورة قوة، تمامًا كما أن المرونة ليست ضعفًا ، فالحكمة السياسية تكمن في القدرة على التقدير الصحيح للواقع، وعلى اتخاذ القرارات التي تحقّق أفضل النتائج الممكنة بأقل الخسائر، وان المزايدة والتطرف قد يمنحان وهجًا لحظيًا، لكنهما على المدى الطويل يؤديان إلى كوارث تفوق التصور، كما حدث مع إيران، التي وجدت نفسها بعد سنوات من التحدي تدفع ثمنًا اقتصاديًا باهظًا، فيما تتضاءل فرصها في محيط دولي متغير لا يرحم من لا يحسن قراءة قواعده، ففي عالم العلاقات الدوليه،لا يقاس الذكاء بعلو الصوت، بل بقدرة القادة على تجنيب شعوبهم خسائر ومعاناه هائله، فالذكاء السياسي يقاس بالتوازن والحكمة، لا من خلال الإصرار على السير في طريق ثبت تكاليفه الباهظه وفشل رهاناته.

‏‎واكد السفير عمرو حلمي ان تلك التطورات تشير الي ان العلاقات الامريكيه الايرانيه تمر بمرحلة دقيقة من الترقب والمراجعه،  وسط إشارات متبادلة توحي بإمكانية التوصل إلى تفاهمات جديده، الا ان الطريق إلى أي اتفاق لا يزال محفوفًا بالعقبات، فالتطورات الأخيرة، سواء في الخطاب السياسي الإيراني أو في المواقف الأمريكية، وان كانت تشير إلى وجود هناك فرصة حقيقية ،وإن كانت معقدة ، للخروج من المأزق النووي المستمر منذ سنوات، الا ان التوصل إلى اتفاق ليس مسألة نوايا فقط، بل هو مرهون بتنازلات ملموسة من الجانبين فإيران ستحتاج إلى القبول بقيود أكثر صرامة على أنشطتها النووية، وخاصة فيما يتعلق بنسب التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي مع رقابه دوليه فعاله علي كافه انشطتها النوويه وفي المقابل، يتعين على الولايات المتحدة دراسه تقديم حوافز واضحة، لا تقتصر فقط على رفع العقوبات، بل تمتد إلى تطمينات سياسية واقتصادية تشجع إيران على المضي قدمًا في تنفيذ التزاماتها.

واضاف السفير عمرو حلمي ان المسألة ليست فقط تقنية، بل تتعلق بصعوبات هائلة تتصل بانعدام الثقة العميق بين الطرفين، وباساليب ايرانيه في التوريه والمراوغه تدفعنا الي التريث و عدم المبالغه في تفسير تصريحات شمخاني ،وبرغبه اسرائيليه في اللجوء الي الخيار العسكري دون ابطاء، وببواعث قلق اقليميه من تحول ايران الي دوله نوويه كأمر واقع بما يفتح المجال الي سباق تسلح نووي علي المستوي الاقليمي ، وهي امور بالغه التعقيد تتطلب وقتًا وإجراءات واقعية ومفاوضات بالغه الصعوبه ، خاصه وان الخسائر الهائله التي لحقت بايران وتوابعها في المنطقه قد تدفع ايران الي التشبث ببرنامجها النووي باعتباره الكارت المتبقي في رصيد نفوذها الاقليمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق