هدنة الرسوم الجمركية تنعش آمال شركات الشحن العالمية.. فهل تستمر؟

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الجمعة 16 مايو 2025 | 05:03 مساءً

وكالات

يتسابق المستوردون أصحاب الشركات العالمية، لشحن بضائعهم إلى الولايات المتحدة، مُستغلين فترة إعفاء الرسوم الجمركية، التي طال انتظارها.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الهدنة المفاجئة بين الولايات المتحدة والصين، التي خُفضت بموجبها الرسوم المتبادلة على السلع مؤقتاً، إلى طفرة في حركة الشحن عبر المحيط الهادئ خلال الأسابيع المقبلة، مما يعزز أرباح شركات مثل "كوسكو شيبينغ هولدينغز" (Cosco Shipping Holdings)، و"إيه. بي. مولر ميرسك" (A.P. Moller-Maersk A/S)، و"ميتسوي أو إس كيه لاينز" (Mitsui OSK Lines)، حسبما أفاد المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" كينيث لوه.

وبجانب هذا الاتفاق، خفضت أمريكا الرسوم الجمركية الإجمالية على معظم الواردات الصينية من 145% إلى 30% لمدة 90 يوماً، بينما ستُخفض الصين رسومها المفروضة على السلع الأميركية من 125% إلى 10%.

وعقب الاتفاق التجاري بساعات، شهدت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك" زيادة في الحجوزات، وهو ما شكل انتعاشة مرجوة بعد أن قلصت توقعاتها في وقت سابق من خلال الشهر الجاري.

طفرة في الشحنات الصينية

بدأت مؤشرات التعافي تظهر مجدداً في قطاع الشحن البحري، رغم أن التوترات التجارية كانت قد ألقت بظلالها على آفاق القطاع في وقت سابق من هذا العام، متسببة في انخفاض الشحنات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة بمقدار الخُمس خلال أبريل.

وقد أعلنت شركة "هاباغ-لويد" (Hapag-Lloyd AG)، خامس أكبر ناقل حاويات في العالم، تسجيل "زيادةً هائلةً" في أحجام الشحن هذا الأسبوع.

وفي مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، أوضح الرئيس التنفيذي رولف هابن يانسن أن حجم الشحنات ارتفع بأكثر من 50% مقارنة بالأسابيع الأخيرة، مع ارتفاع ملحوظ في الطلب على خط الشحن بين الصين والولايات المتحدة.

من جهته، أكد رودولف سعادة، الرئيس التنفيذي لشركة "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA) المملوكة للقطاع الخاص، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الفرنسي الاثنين الماضي، ان الاتفاق التجاري يمثل "خبراً ساراً"، مضيفًا أن ثالث أكبر ناقل حاويات في العالم، كانت قد فقدت نصف شحناتها المتجهة إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب التجارية.

زيادة في الحجوزات والأسعار

أوضح لوه، من "بلومبرغ إنتليجنس"، أنه "من المرجح أن نشهد موجة جديدة من الشحنات الاستباقية، وسط سعي المصدرين والمستوردين من الجانبين الأميركي والصيني للاستفادة من الخفض الحاد في الرسوم الجمركية خلال فترة الهدنة التجارية الممتدة لـ90 يوماً".

هذه الموجة من الطلب المكبوت تتسبب في رفع أسعار الشحن، بعد أن كانت قد بدأت بالتراجع منذ بداية العام، مما يعزز بدوره هوامش أرباح شركات الشحن.

يمكن أن يرتفع الطلب خلال موسم الذروة بشكل أكبر، إذ تتزامن نهاية المهلة الجمركية البالغة 90 يوماً مع بلوغ نشاط القطاع ذروته في منتصف أغسطس، حيث تستحوذ الصين على نحو 40% من واردات الحاويات الأميركية، وفقاً لمذكرة صادرة عن محللي "سيتي غروب"، من بينهم كاسيديت تشوناوات.

ارتفعت تكلفة شحن حاوية بطول 40 قدماً من شنغهاي إلى لوس أنجلوس بنسبة 16% مقارنة بالأسبوع السابق، لتصل إلى 3,136 دولاراً، وهي أكبر زيادة من حيث النسبة المئوية منذ ديسمبر، بينما قفزت تكلفة الشحن من شنغهاي إلى نيويورك بنسبة 19% لتبلغ 4,350 دولار، بحسب مؤشر "دروي وورلد كونتينر" (Drewry World Container) الصادر يوم الخميس.

ازدحام محتمل في الموانئ

كتب محللون في "إتش إس بي سي هولدينغز" (HSBC Holdings Plc)، من بينهم باراش جاين، في مذكرة، أن الزيادة في عدد رحلات السفن القادمة وسط اندفاعة الشحن من الصين تهدد بالتسبب في ازدحام واختناقات في الموانئ، على غرار ما حدث خلال جائحة كوفيد-19.

وقد تستفيد موانئ صينية مثل "تشاينا ميرشنتس بورت هولدينغز" (China Merchants Port Holdings)، و"كوسكو شيبينغ بورتس" و"شنغهاي إنترناشونال بورت غروب" (Shanghai International Port Group)، من هذه الفترة في كسب حصة سوقية إضافية، ما قد يسهم في تقليص فجوة التكاليف مع مراكز التصدير ومسارات التجارة المنافسة، بحسب ما أفادت به المحللة في "بلومبرغ إنتليجنس" دينيس وونغ.

وأضافت أن "الهدنة ستمنح المصدرين الصينيين وقتاً إضافياً لإيجاد حلول بديلة، ما قد يساعد في الحفاظ على أحجام الشحن في الموانئ الصينية".

مخاطر فائض المعروض

قال أكسل ستيرمان، المحلل في شركة "كيبلر شوفرو" (Kepler Cheuvreux)، إن موجة الشحنات الاستباقية قد تؤدي إلى رفع توقعات السوق، لكنها لا تضمن بالضرورة "زيادة جوهرية" في أرباح شركات الشحن خلال الربع الثاني.

وفي السياق ذاته، كتب آندي تشو، المحلل لدى "دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG)، في مذكرة: "نظرتنا طويلة الأمد لقطاع شحن الحاويات لا تزال تتسم بالحذر، في ظل توقعات بحدوث فائض كبير في المعروض". وأعلن عن رفع توصياته لسهمي "ميرسك" و"هاباغ-لويد" من البيع إلى الاحتفاظ.

وأضاف تشو: "ندرك أن أسهم شركات شحن الحاويات دورية ومدفوعة بالزخم، وأن الطلب على المدى القصير في الخط التجاري بين الصين والولايات المتحدة مرشح للانتعاش مع تجدد المخزون".

ومع ذلك، فإن هذا الانتعاش قد يكون قصير الأمد. فقد قال ستيرمان إن "توقعات أسعار الشحن خلال النصف الثاني من عام 2025 ضعيفة، مع وجود احتمال لتصحيح هبوطي الطلب على الشحن، بغض النظر عن زيادة الرسوم الجمركية عقب انتهاء الهدنة، أو احتمال عودة حركة الشحن إلى البحر الأحمر بدلاً من رأس الرجاء الصالح، مما سيُفاقم الضغوط على الأسعار". 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق