احتفت ولاية أمن العيون، صباح اليوم الجمعة، بالذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، في حفل رسمي احتضنته مكتبة محمد السادس الوسائطية الكبرى بالمدينة ذاتها، بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، ورئيس المجلس الجماعي حمدي ولد الرشيد، وعدد من القناصل العامين للتمثيليات الدبلوماسية المعتمدة بالمدينة، إلى جانب ممثلي السلطة القضائية والمسؤولين الترابيين، وعدد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.
وشكّلت هذه المناسبة الوطنية التي تحتفل بها كبرى حواضر الصحراء المغربية، وتتزامن مع تطور متزايد في وتيرة الاشتغال الأمني ورفع درجات التنسيق والجاهزية بين مختلف الأجهزة الأمنية المغربية، فرصة لربط تاريخ المؤسسة الأمنية بحاضرها، وتحديد أهداف المديرية ومقاصدها الآنية والمنظورة بشكل إستراتيجي، خاصة مع توالي الإشادات من حكومات أجنبية وهيئات دولية رفيعة المستوى في مجالات تأمين التظاهرات والأنشطة العالمية الكبرى، إلى جانب محاصرة المد الإرهابي وإجهاض عمل الشبكات الإجرامية العابرة للحدود.
وفي هذا الصدد قال حسن أبو الذهب، والي ولاية أمن العيون، إن “تخليد الذكرى السنوية لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، الذي احتضنته مكتبة محمد السادس الوسائطية الكبرى، يمثل لحظة رمزية قوية للاعتراف بالتضحيات الجسيمة التي يبذلها نساء ورجال الأمن الوطني في سبيل خدمة الوطن والمواطن”.
وأكد أبو الذهب، في كلمة ألقاها الحبيب طيابي، والي أمن العيون بالنيابة، أن “المؤسسة الأمنية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ماضية بثبات في مسار التحديث والعصرنة، من خلال اعتماد مقاربة شمولية ترتكز على الحكامة الأمنية الجيدة، وتعزيز حضور الشرطة المواطِنة، وتقوية جسور التعاون مع مختلف الفاعلين المدنيين والمؤسساتيين”.
وأفرد المتحدث حيزا واسعا للحديث عن المنجزات المحققة خلال السنة الأمنية المنصرمة على صعيد ولاية أمن العيون، مشيرا إلى أن “السنة الماضية شهدت تدشين المقر الجديد للمنطقة الأمنية بالسمارة، وكذا إعطاء الانطلاقة للعمل بالمقر الجديد للدائرة الرابعة للشرطة يوم 6 نونبر من العام ذاته”، وهي مشاريع وصفها بأنها “تجسد إرادة حقيقية لترسيخ سياسة القرب وتعزيز البنيات الأمنية وفق معايير حديثة”.
وأردف المسؤول الأمني بأن “هذه الدينامية تأتي في سياق التفاعل مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتعليمات المباشرة للسيد المدير العام للأمن الوطني، الرامية إلى تقوية العرض الأمني وتطوير آليات العمل، وتوسيع نطاق التكوين الشرطي ليتلاءم مع خصوصيات الجهة وتحدياتها”.
ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أن “ولاية أمن العيون حرصت بشراكة مع المصالح المركزية والسلطات المحلية على تنفيذ مشاريع مهيكلة تهدف إلى عصرنة البنية التحتية الأمنية، وتأهيل الفضاءات المهنية وتحسين شروط الاستقبال بالمرافق الأمنية”، مؤكدا أن “هذه المشاريع تواكب الانتظارات المتزايدة للمواطنين في مجال الأمن والخدمات”.
وأورد والي أمن العيون أن “المقاربة المعتمدة تركز على مفاهيم الانفتاح والتواصل والإنتاج المشترك للأمن، من خلال ترسيخ العمل التشاركي مع الفاعلين المحليين، ومؤسسات التعليم ومكونات المجتمع المدني، وذلك دعما لمفهوم الشرطة المجتمعية التي تشتغل من أجل المواطن ومعه”.
وأوضح أبو الذهب أن “النجاحات الأمنية التي تحققت لم تكن وليدة الصدفة، بل هي ثمرة مجهود جماعي وتنسيق دائم بين مختلف المتدخلين من سلطات ترابية وقضائية ومصالح أمنية موازية، وهيئات منتخبة وشركاء مؤسساتيين ومدنيين”، مضيفا أن “الأقاليم الجنوبية وفي مقدمتها جهة العيون الساقية الحمراء تنعم اليوم بمستوى عال من الاستقرار الأمني بفضل يقظة المصالح الأمنية وتضافر جهود جميع المتدخلين”، ومشددا على أن “هذه الوضعية تعد نموذجا متميزا في تدبير الشأن الأمني وطنيا”.
وعلى صعيد آخر، عكف الوفد الرسمي الذي يتقدمه عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، على مراسيم وضع حجر الأساس لبناء مقر الدائرة الأمنية الثالثة، التابعة للمنطقة الأمنية الأولى بمدينة العيون، بمحاذاة مكتبة محمد السادس الوسائطية الكبرى، وذلك في إطار دعم مشترك بين ولاية الجهة والمديرية العامة للأمن الوطني وجماعة العيون.
وفي تصريح خاص بجريدة هسبريس الإلكترونية قال المصطفى بن جدو، العميد الإقليمي ورئيس المنطقة الأمنية الثانية بولاية أمن العيون، إن “تخليد الذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، التي يحتفل بها اليوم الجمعة 16 ماي 2025، يشكل مناسبة وطنية لتجديد أواصر البيعة والولاء للعرش العلوي المجيد، ولتجديد الوفاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأكد بن جدو أن “هذا الموعد الرمزي يمثل محطة سنوية للوقوف عند الجهود الجبارة التي يبذلها موظفو الأمن الوطني بربوع المملكة، ومن ضمنهم عناصر ولاية أمن العيون، في سبيل ترسيخ الأمن وضمان سلامة المواطنات والمواطنين، تحت القيادة الرشيدة للمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني”.
وأوضح المسؤول الأمني ذاته أن “المناسبة شكلت أيضا فرصة لتثمين المسار الإصلاحي الذي أطلقته المديرية العامة للأمن الوطني، الرامي إلى بناء شرطة مواطنة قريبة من المواطن، تستجيب لتطلعاته الأمنية وتواكب انتظاراته المجتمعية، في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها المحيط الأمني”.
وأكمل رئيس المنطقة الأمنية الثانية حديثه لهسبريس بالتأكيد على أن “توجيهات المدير العام ساهمت بشكل كبير في تعزيز سياسة القرب، وتأهيل الموارد البشرية وتحديث الوسائل اللوجستية، بما يخدم الأمن العام ويكرس قيم الانفتاح والتواصل، في التزام دائم بشعار المملكة الخالد: الله، الوطن، الملك”.
0 تعليق