احتضنت مدينة الفقيه بن صالح، اليوم الجمعة 16 ماي، فعاليات تخليد الذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور عامل الإقليم، ورئيس المحكمة الابتدائية، ووكيل الملك بها، إلى جانب مسؤولين قضائيين وأمنيين ومنتخبين، وممثلي المصالح الخارجية.
وشكل هذا الحدث مناسبة وطنية لاستحضار تاريخ مؤسسة أمنية عريقة، وتجديد العهد على الوفاء والتضحية في سبيل خدمة الوطن، مع استعراض التحولات العميقة التي تشهدها منظومة الأمن الوطني على عدة أصعدة، من تحديث للبنيات التحتية إلى تعزيز الحكامة وتقوية القرب من المواطن.
وفي كلمة رسمية ألقاها المراقب الإقليمي عبد الهادي جواد، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح، أكد أن “الاحتفاء بهذه الذكرى يتجاوز البعد الرمزي، ليعكس الرؤية الإستراتيجية الحديثة التي تنتهجها المديرية العامة للأمن الوطني تحت القيادة الرشيدة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي ترتكز على ترسيخ الأمن كحق أساسي وتقديم خدمات شرطية عصرية وفعالة”.
وأوضح المسؤول الأمني ذاته أن “المديرية تراهن على تكريس مفهوم ‘الشرطة المواطنة’، من خلال تحديث المرافق وتجهيزها بأحدث الوسائل اللوجيستية والتكنولوجية، ورقمنة الخدمات الإدارية، مع مشاريع مستقبلية تتضمن الانتقال إلى رقمنة متقدمة لقاعات القيادة، وإدماج الذكاء الاصطناعي لتحليل المعطيات الأمنية، في أفق إرساء منظومة المدن الذكية الآمنة”.
وعلى مستوى الأداء الأمني بالإقليم سجلت المصالح المختصة خلال الفترة من ماي 2024 إلى أبريل 2025 ما مجموعه 7431 قضية جنائية وجنحية، تم تقديم 4140 شخصًا إثرها أمام العدالة، بنسبة حل للقضايا بلغت 99%، مع إنجاز تعليمات النيابة العامة بنسبة 100% وفي آجال لم تتجاوز 30 يومًا.
كما أسفرت الحملات التطهيرية، التي اعتمدت على دراسات دقيقة للخريطة الإجرامية، عن التحقق من هوية 122,373 شخصًا، بارتفاع بنسبة 79% مقارنة بالسنة السابقة، وتوقيف 1267 مبحوثًا عنه و6367 مشتبها فيه في حالة تلبس، إضافة إلى حجز 68 سلاحًا أبيض.
وفي مجال مكافحة المخدرات تمكنت المصالح الأمنية من حجز كميات متنوعة من الشيرا والكوكايين والأقراص المهلوسة، مع توقيف 889 شخصًا متورطين في قضايا الاتجار بالمخدرات، ومعالجة 786 قضية مرتبطة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، إضافة إلى إتلاف حوالي 660 لترًا من مسكر ماء الحياة.
وشددت الكلمة على “أهمية البعد البشري في السياسة الأمنية الحديثة، حيث تسعى المنطقة الأمنية بالفقيه بن صالح إلى تقوية كفاءات موظفيها، وترسيخ قيم التخليق والنزاهة، مع اعتماد التكوين المستمر، فضلاً عن تعزيز جسور التواصل مع المجتمع عبر سياسة انفتاح مؤسساتي تعتمد مقاربة مزدوجة وقائية وزجرية”.
وفي إطار الشراكة القضائية عبّر المتحدث عن امتنانه لأسرة القضاء، وخصوصًا هيئة النيابة العامة باستئنافية بني ملال والمحاكم الابتدائية بالفقيه بن صالح وسوق السبت أولاد النمة، على الدعم المتواصل وتأطير ضباط الشرطة القضائية، مع إشادة بالإشراف الرصين على الأبحاث القضائية واحترام المساطر القانونية.
وعلى صعيد السلامة الطرقية سجّلت المصالح الأمنية 22,677 مخالفة مرورية خلال سنة واحدة، وأُنجزت 248 محضرًا أحيلت على النيابة العامة، مع استخلاص غرامات صلحية بلغت قيمتها المالية أكثر من 3.7 ملايين درهم، إضافة إلى إيداع 2175 مركبة المستودع البلدي، من بينها 1938 دراجة نارية.
في ختام الحفل جددت أسرة الأمن الوطني بالفقيه بن صالح التزامها الراسخ بمواصلة أداء واجبها الوطني والتجنّد وراء القيادة الملكية، دفاعًا عن استقرار الوطن وسلامة المواطنين، مؤكدة أن مواكبة التحديات الأمنية الجديدة رهينة باستمرار التحديث، وتعزيز الشراكات، وترسيخ مفهوم الأمن في بعده المواطناتي والحقوقي.
0 تعليق