الحزنُ:
سفينتي التائهفةْ.
تعودُ بعد عامٍ.
تُثَبِّتُ الأقدامَ بالرمالِ.
يُثيرُها الغيابُ،
وهجمةُ الضبابِ.
سفينتي..
تُثيرُ زوبعةْ،
تُزمجرُ في الجهاتِ الأربعةْ،
تُحرِّك البَلِيدَ،
تُزيحُ عن مجالِنا؛
ما يأْسِرُ العيونَ،
تُحَيِّدُ السّكُونَ.
أثورُ،
أَصيحُ بانتباهٍ:
لا لنْ أكونَ برعمًا
في ظلمةٍ حالكةْ.
حُلْمٌ:
على وَقْعِ المطرْ؛
تلوحُ أفكاري الغريقةُ،
عن طفلةٍ معقودةِ الجبينِ،
تصيحُ في المكانِ،
وتغرسُ في الضميرِ نبضةً.
أُريدُ أن أعودَ،
أجالسُ الزهورَ،
وأَرْكُضُ خلفَ أحلامِ الربيعِ النابضةْ.
لكنَّ غضبةَ الخريفِ الرادعةْ،
تُحيطُ بَهْجتِي،
تُحاصِرُ انطلاقَةَ العيونِ.
لا لنْ تكونَ نهايتِي،
أوراقُ أشجارٍ تساقَطَ زهْوهَا،
تُزيحُها
هبَّاتُ ريحٍ ظالمةْ.
لا لنْ أصيرَ وقصتِي،
أنفاسُ صبحٍ
ضائعةْ.
سقوطٌ:
على حافةِ هوةٍ،
يلُفُّنِي دويُّ سَقْطَتِهْ،
تَهُزُنِي سَهْوَتَهْ،
تُوقِظُ انتباهتي.
أتوهُ في الزمانِ.
يَلَفْلِفُ السكونُ..
شجرةَ القمرْ.
يُحِيطُنِي الوجومُ والألمْ.
هل تقدرين أن تحرري
أنشودةً للريحِ،
كي نفْلِتَ من قبضةِ الزمانْ،
كي يُرسِلَ الحنانَ،
يعيدُ الحَقَّ يغرسُه
في واحةِ النسيانِ،
فربما يعودُ ذات مرةٍ،
يزيلُ عنها سَمْتَها
أم صمْتِها؟!
كي تنطلقْ
أنشودةُ
السلامِ
في ربوعِ الحاضرةْ.
هل تستطيعُ أنْ تُعيدَ بسْمتِي السالفةْ؟
هل تستطيعُ أنْ تُحَقِقَ الأمانَ والأملْ؟
أن تَتْرُكَ الزهورَ في إصيصِها؟
هل...؟
لكنّهُ الحصارُ ينفرطْ.......
■ نشوى أحمد مرسال بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة.. صدر لها كتب: "تجليات التراث في الشعر العربي المعاصر بالتطبيق على بعض شعراء محافظة المنوفية" الفائز في المسابقة المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، و"شعرية المكان عند أحمد عبد المعطي حجازي" الفائز في النشر الإقليمي عن محافظة المنوفية.. لها تحت الطبع: "موتيفات الحلم والغربة؛ رحلة في إبداع الشاعر: أحمد عبد المعطي حجازي"، "دينامية النص؛ تِقَنِيَّاتُ إثراءِ الدلالةِ في قصيدةِ النثرِ؛ شريفُ رزق نموذجًا"، وديوان شعر فصحى: "أنفاس البوح"، وديوان شعر عامية: "على الهامش".
0 تعليق