أثار يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، جدلاً واسعاً بتصريحاته التي دافع فيها بشدة عن الجيش الإسرائيلي، رافضًا ما وصفه بـ"الاتهامات المجانية" الموجهة للجنود بقتل الأطفال، معتبراً أن هذه الاتهامات "هواية خاطئة" و"هدية مجانية لأعدائنا"، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات لابيد رداً على تصريحات أدلى بها يائير غولان، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، والذي وجه انتقادات حادة لبعض تصرفات الجيش خلال عملياته في قطاع غزة، مشيراً إلى وقوع تجاوزات ضد المدنيين.

وقال لابيد في بيان رسمي: "أدين تصريحات يائير غولان، وأعلن دعمي الكامل للجيش ومقاتليه الذين يخاطرون بحياتهم من أجل حماية أمن إسرائيل وشعبها". وأضاف أن "التشكيك في أخلاق الجنود أثناء القتال يضعف الروح المعنوية ويفتح الباب أمام محاولات نزع الشرعية عن الجيش الإسرائيلي في المحافل الدولية".

وأكد لابيد أن الجيش الإسرائيلي "هو من أكثر الجيوش التزاماً بالأخلاقيات العسكرية في العالم"، وأنه "لا يتعمد إيذاء المدنيين، بل يبذل جهداً كبيراً لتقليل الخسائر البشرية"، مشيراً إلى أن "العدو يستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وهذه الحقيقة يجب أن تكون محور النقاش وليس اتهام جنودنا بالقتل العشوائي".

تصريحات لابيد تأتي في وقت حرج تشهده الساحة الإسرائيلية، مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة وازدياد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار، وسط تصاعد الانتقادات من جهات حقوقية تتهم الجيش باستخدام قوة مفرطة ضد المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء.

وتُعد هذه التصريحات محاولة من زعيم المعارضة لتعزيز موقفه السياسي ودعمه لمؤسسة الجيش، في ظل انقسام داخلي واسع في المجتمع الإسرائيلي بين مؤيد للعملية العسكرية ومعارض لها، وخاصة بعد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في غزة.