قنطرة الموت تودي بحياة بائع سمك

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لقي بائع أسماك متجول مصرعه، مساء الإثنين، إثر سقوطه من قنطرة تقليدية تربط بين دواري “آيت يوݣين” و”تامودونت” بجماعة واولى، التابعة ترابيًا لإقليم أزيلال، عندما كان يحاول عبورها على متن دراجته النارية أثناء مزاولته نشاطه اليومي.

الهالك، وهو رجل خمسيني ينحدر من دوار آيت بوݣماز، اعتاد منذ سنوات التنقل عبر هذه القنطرة البسيطة لتوزيع الأسماك على ساكنة الدواوير المجاورة، قبل أن تنقلب رحلته المعتادة إلى مأساة أليمة، بعدما هوت به الدراجة وسط مجرى الوادي، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في الحين، وفق ما أوردته مصادر محلية متطابقة.

الحادثة المفجعة أعادت إلى واجهة النقاش المحلي المطالب المتكررة بإنجاز قنطرة حديثة تضمن سلامة مستعملي هذا الممر، الذي شُيّد بوسائل بدائية ويشكل خطرًا دائمًا، خاصة على تلاميذ فرعية “أوجگال” الذين يضطرون لعبوره يوميًا لبلوغ مؤسستهم التعليمية الكائنة على بعد حوالي 3 كيلومترات عبر مسالك جبلية وعرة.

وفي هذا السياق قال عمر مجان، فاعل جمعوي ومستشار جماعي في صفوف المعارضة، في تصريح لهسبريس، إن “السكان طالبوا مرارًا بإقامة قنطرة إسمنتية حديثة تحفظ أرواح العابرين، لكن لا مجيب”، مضيفًا: “اليوم فقدنا رجلًا بسيطًا يسعى خلف لقمة عيشه بعدما سُدت في وجهه سبل الحياة الكريمة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن القنطرة تُرمم بشكل تقليدي من حين لآخر دون تدخل رسمي يضمن شروط السلامة، لافتًا إلى أن “غياب البنية التحتية يعمّق عزلة سكان عدد من الدواوير، حيث تعجز سيارات الإسعاف أحيانًا عن الوصول إلى وجهتها، وهو أمر غير مقبول في ظل الشعارات المرفوعة حول تنمية العالم القروي”.

مجان وجّه انتقادات لاذعة إلى تسيير جماعة واولى، معتبرًا أن “ميزانية الجماعة تُشتت على مشاريع ثانوية وطرق بلا دراسات تقنية واضحة، بينما تُترك مناطق جبلية في عزلة قاتلة”، وأردف: “ملايين الدراهم صُرفت على حواجز المهرجانات واقتناء سيارة، فيما تُزهق الأرواح فوق قنطرة لا تليق حتى بالدواب”.

وفي المقابل أفادت مصادر هسبريس بأن مجلس جهة بني ملال–خنيفرة سبق له أن برمج إنجاز القنطرة، غير أن المشروع لم يُفعّل على أرض الواقع لأسباب يجهلها السكان، وهو ما زاد من تعميق الإحباط المحلي تجاه بطء تنزيل المشاريع الأساسية ذات الطابع الحيوي.

ويأمل سكان المنطقة أن تُشكّل هذه الفاجعة نقطة تحول في تعاطي الجهات المعنية مع مطالب الساكنة والمجتمع المدني، وألا تظل القناطر التقليدية فخاخًا للموت تحصد أرواح البسطاء في صمت تام، بدل أن تكون جسورًا للعبور نحو التنمية.

جدير بالذكر أن عناصر الدرك الملكي وممثلي السلطات المحلية انتقلوا إلى مكان الواقعة، فور علمهم بالحادث، حيث تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف الوفاة وملابساتها، فيما جرى نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي لبني ملال لإخضاعها للتشريح الطبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق