شهدت مدينة العاشر من رمضان حدثًا اقتصاديًا بارزًا بافتتاح أكبر مصنع لشركة "سوميتومو إليكتريك وايرينج سيستمز إيجيبت"، إحدى شركات مجموعة "سوميتومو" اليابانية العالمية، والذي يعد واحدًا من أكبر مصانع إنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات على مستوى العالم.

وهذا المصنع، الذي تم تدشينه بحضور رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي منذ أيام، يمثل نقلة نوعية في مسيرة مصر نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لصناعة مكونات السيارات، حيث يعتمد عليه بشكل أساسي عملاق صناعة السيارات "تويوتا" العالمية.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كل المعلومات عن المصنع وإمكانياته وكونه إضافة كبيرة لقطاع الصناعة المصرية.

استثمار عملاق وفرص عمل وفيرة

ويقع المصنع الجديد على مساحة 150 ألف متر مربع في مدينة العاشر من رمضان، ويدار بنظام المناطق الحرة الخاصة، مما يعزز قدرته على تصدير 100% من إنتاجه إلى الأسواق العالمية.

ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء، يوظف المصنع حاليًا أكثر من 12 ألف عامل مصري، وينتج ضفائر كهربائية بقيمة تصديرية تتجاوز 300 مليون يورو سنويًا، مما يجعله أكبر مصدر في المنطقة الحرة بمصر لأربع سنوات متتالية.

وحضر الافتتاح نخبة من المسؤولين المصريين واليابانيين، بما في ذلك السفير الياباني بالقاهرة فوميو إيواي، ورئيس مجلس إدارة سوميتومو العالمية روشيباتا سان، وديفيد والي رئيس سوميتومو أوروبا، بالإضافة إلى ممثل عن شركة تويوتا العالمية راشمي شاه.

وأكد رئيس الوزراء أن هذا المشروع يعكس التزام الحكومة المصرية بتسهيل الإجراءات الاستثمارية وإصدار الرخص الذهبية، مما ساهم في إتمام إنشاء المصنع خلال عام واحد فقط.

دور المصنع في صناعة السيارات العالمية

ويعد إنتاج الضفائر الكهربائية من الصناعات الدقيقة التي تتطلب تقنيات متقدمة، وهو ما جعل مصنع سوميتومو في مصر مركزًا استراتيجيًا لتزويد شركات السيارات العالمية، وعلى رأسها تويوتا.

وتويوتا تعتمد بشكل أساسي على الشركة لإنتاج الضفائر الكهربائية اللازمة لسياراتها حول العالم، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة مكونات السيارات، ونصدر منتجاتها إلى دول مثل إنجلترا، فرنسا، تركيا، إيطاليا، روسيا، الولايات المتحدة، التشيك، وسلوفاكيا.

وأشار محمد همام، نائب العضو المنتدب لشركة سوميتومو إيجيبت، إلى أن المصنع ينتج حاليًا 650 ألف ضفيرة كهربائية شهريًا، مع خطط للوصول إلى مليون ضفيرة بنهاية 2025.

كما بدأ المصنع في السادس من أكتوبر إنتاج ضفائر لسيارة مصنعة محليًا بطاقة 270 ضفيرة يوميًا، مما يعكس التكامل بين الإنتاج المحلي والتصدير.

تكنولوجيا متطورة وتدريب محلي

ويتميز المصنع باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك ماكينات "KOMAX" السويسرية التي تعد الأكثر دقة في العالم، حيث يضم المصنع 53 ماكينة بطاقة إنتاجية 10 ملايين سلك شهريًا، مع خطط لزيادة العدد إلى 130 ماكينة لتصل الطاقة إلى 26 مليون سلك شهريًا.

ويبرز المصنع الكفاءة العالية للعمالة المصرية، حيث أنجزت أعمال تركيب الآلات بالكامل بواسطة فرق محلية مدربة من قبل الشركة الأم، مما يعكس نجاح نقل التكنولوجيا إلى مصر.

كما يحتضن المصنع مركزًا للأبحاث والتطوير يركز على تدريب الكوادر المصرية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث يستهدف تدريب 300 طالب من طلاب التعليم الفني في محافظات بورسعيد، الجيزة، والشرقية.

التزام بالاستدامة

وفي إطار دعم رؤية مصر 2030، زودت سوميتومو مصانعها بمنظومة طاقة شمسية باستثمارات مليون يورو، تنتج 3.2 ميجاوات لتغطية جزء من احتياجات التشغيل بالطاقة النظيفة، مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية.

تأثير اقتصادي وتوسعات مستقبلية

وتعد سوميتومو من الشركاء الاستراتيجيين للحكومة المصرية، حيث تمتلك 9 مصانع في بورسعيد، العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، باستثمارات إجمالية 160 مليون يورو.

وتخطط الشركة لاستثمار 8 ملايين يورو إضافية خلال العام المقبل، مما يعزز ثقتها في مناخ الاستثمار المصري.

ويبرز هذا المشروع جهود مصر لتوطين الصناعة وتعزيز الصادرات، حيث يعد نموذجًا للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، ويمهد الطريق لافتتاحات مصانع أخرى في المدن الصناعية المصرية خلال الفترة المقبلة.