شهدت الساحة السودانية تطورات ميدانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة من شهر مايو، أبرزها إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بما في ذلك ضاحية الصالحة جنوب أم درمان، التي كانت تُعد آخر معاقل قوات الدعم السريع في العاصمة.

السيطرة على الخرطوم

وأكد الجيش السوداني في بيان رسمي أن ولاية الخرطوم باتت خالية تماماً من عناصر الدعم السريع، واصفاً هذا الإنجاز بأنه يمثل “نقطة تحول مهمة” في مجريات الصراع الدائر منذ أكثر من عام.

كما أشار البيان إلى السيطرة على محاور استراتيجية مثل طريق بارا الصادرات الرابط بين الخرطوم وشمال كردفان، في وقت تتواصل فيه عمليات التمشيط في الريف الجنوبي لأم درمان لتعقب فلول المتمردين.

تأمين ولاية كردفان

وفي جنوب كردفان، تمكنت القوات المسلحة من بسط سيطرتها على مناطق استراتيجية أبرزها مدينة الدبيبات، في خطوة تهدف لتأمين ولايات كردفان الثلاث، فيما يتواصل الزحف العسكري باتجاه دارفور، حيث تدور معارك عنيفة في محيط مدينة الفاشر، وسط محاولات الجيش لفك الحصار عنها.

من جهة أخرى، تستمر قوات الدعم السريع في تنفيذ انتهاكات في مناطق متفرقة، لا سيما في الكبابيش الشرقية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في الإقليم.

مناقشة الأوضاع في مصر والسودان

سياسياً، أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان زيارة إلى القاهرة، التقى خلالها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وناقش الطرفان مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، وسط تحذيرات مصرية من تأثير الصراع على الأمن المائي المصري، خاصة بعد تعرض محطات كهرباء وسدود مائية سودانية لهجمات من قبل قوات الدعم السريع.

في المقابل، تواصلت الدعوات الداخلية والدولية إلى ضرورة تبسيط الإجراءات الاقتصادية وتعزيز صادرات الذهب لدعم الاقتصاد السوداني، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتضرر البنية التحتية في العديد من الولايات.

ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها مرحلة مفصلية في مسار الحرب، مع ترقب لنتائج العمليات الجارية في دارفور والمناطق الحدودية، ومستوى التعاون الإقليمي والدولي في الدفع نحو إنهاء الأزمة.