إسرائيل تفشل في توزيع الغذاء على فلسطيني غزة ومخاوف من تقنية الوجه

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أول اختبار عملي لقدرتها على توزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة المحاصرين، والمُمارس ضدهم سياسة تجوبع مُمنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لإجبارهم على التهجير،  أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"فقدان السيطرة موقتا"، أمس الثلاثاء، عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة.

 وتواجه المؤسسات المنوط بها توزيع المساعدات، اتهامات عديدة بعدم الحياد، وأنها تستهدف دفع الغزاويين إلى النزوح إلى الجنوب لإجبارهم بعد ذلك على التهجير نحو القاهرة.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه، أمس الثلاثاء، "وضعنا خطة مع أصدقائنا الأميركيين لمواقع توزيع مضبوطة، حيث ستُوزع شركة أميركية الطعام على العائلات الفلسطينية... حصل فقدان موقت للسيطرة. ولحسن الحظ، استعدنا السيطرة".

في المقابل، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة "الصحافة الفرنسية" أن "توزيع المساعدات بواسطة جهات أميركية، كان ناجحًا".

وأعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها انتهت من توزيع نحو 8 آلاف من صناديق الطعام أي ما يعادل نحو 462 ألف وجبة بحلول، مساء أمس الثلاثاء، وذلك بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر للقطاع الذي مزقته الحرب.

في وقت سابق أمس الثلاثاء، قالت إسرائيل ومؤسسة "غزة الإنسانية"، من دون تقديم أدلة، إن حركة "حماس" حاولت منع المدنيين من الوصول إلى مركز توزيع المساعدات. ونفت "حماس" هذا الاتهام.

وفي وقت لاحق، اتهم المكتب الإعلامي للحركة الجيش الإسرائيلي بقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة 46 آخرين قرب أحد مواقع التوزيع، بينما لا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين. وقال متحدث باسم مؤسسة "غزة الإنسانية" إن معلومات "حماس" "كاذبة تمامًا".

وأضافت المؤسسة أن عدد طالبي المساعدة كان كبيرًا في وقت ما من اليوم، مما اضطر فريقها إلى الانسحاب للسماح لهم "بأخذ المساعدات بأمان والانصراف"، وتجنب وقوع إصابات. وأكدت أنه لم تقع إصابات، ولم يُطلق أحد النار، وأن العمليات استؤنفت بشكل طبيعي لاحقًا. ولم تعلق إسرائيل بعد على اتهام "حماس".

قمة النفاق

من جانبها، وصفت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لجهود الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة بأنها "نفاق"، مؤكدة أن الطعام يدخل القطاع الفلسطيني بنجاح.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، "إنه لأمر مؤسف، لأن المسألة هنا تتعلق بتقديم المساعدات إلى غزة، ثم تتحول فجأة إلى شكاوى حول أسلوب أو طبيعة القائمين عليها"، واصفة الانتقادات بأنها "قمة النفاق". وأكدت "الأمر الأهم هو أن مساعدات وأغذية تدخل إلى غزة على نطاق هائل". وأضافت "إنها بيئة معقدة والأهم هو أن الأمر يحصل".

واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيًا في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، مما اضطر القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار تحذيرًا.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. وبصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدًا". وأضاف، "كما أشار الأمين العام الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة، تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن 400 شاحنة مساعدات إنسانية تنتظر في غزة لتوزيع حمولاتها لكن الأمم المتحدة لا تزال ترفض "القيام بعملها".

وفي بيان صدر، في وقت متأخر الثلاثاء، قالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" ومقرها الولايات المتحدة، إن إسرائيل سمحت لبعض شاحناتها بالدخول إلى معبر كرم أبوسالم مع غزة، لكن المساعدات محتجزة على الحدود.

وخففت إسرائيل حصارها على غزة قبل أيام، مما سمح بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات من الوكالات الدولية إلى غزة. لكن كمية المساعدات التي دخلت إلى الجيب الساحلي المكتظ بالسكان ليست سوى قدر ضئيل من عدد يتراوح بين 500 و600 شاحنة تقول وكالات الأمم المتحدة إن من الضروري دخولها كل يوم.

تقنية التعرف على الوجه 

بدأت المؤسسة توفير المساعدات اعتبارًا من الإثنين، لكن الفلسطينيين يأخذون في ما يبدو التحذيرات على محمل الجد، التي جاء بعضها من "حماس" في ما يتعلق بإجراءات الفحص بالمقاييس الحيوية المستخدمة في مواقع توزيع المساعدات التي تقدمها المؤسسة.

وتقول إسرائيل، إن مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي تتخذ من سويسرا مقرًا، هي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة وإن قواتها لن تشارك في نقاط توزيع المواد الغذائية.

لكن تأييد إسرائيل للخطة التي تشبه مخططاتها المطروحة في السابق وتقاربها مع الولايات المتحدة دفعا كثيرين إلى التشكيك في حياد المؤسسة، بمن في ذلك مديرها السابق الذي استقال على نحو مفاجئ الأحد الماضي.

وذكر الجيش الإسرائيلي، أن أربعة مواقع للمساعدات أقيمت في أنحاء القطاع خلال الأسابيع الماضية، وأن العمل بدأ في اثنين منها بمنطقة رفح أمس الثلاثاء "وهما يوزعان طرودًا غذائية على آلاف الأسر في قطاع غزة".

وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن إحدى مزايا نظام المساعدات الجديد هي إتاحة الفرصة لفحص المستفيدين لاستبعاد أي شخص يتبين أنه على صلة بـ"حماس".

وتقول منظمات إنسانية اطلعت على خطط المؤسسة إن أي شخص يحصل على المساعدات سيتعين عليه الخضوع لتقنية التعرف على الوجه التي يخشى كثير من الفلسطينيين أن ينتهي بها المطاف في أيدي الإسرائيليين لاستخدامها في تعقبهم وربما استهدافهم.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل كيفية عمل النظام على وجه التحديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق