في مشهد ساخر ولكنه يحمل دلالات عميقة، تصدّرت صحيفة ديلي ستار البريطانية عناوين الصحف بصورة كاريكاتورية لمدير شركة Thames Water، كريس واتسون، وهو يمتطي جرذًا ضخمًا وسط مستنقع ملوث، في إشارة ساخرة لما وصفته الصحيفة بـ "أكبر جرذان الصرف في بريطانيا".
لكن ما وراء الصورة الساخرة يكمن واقع بيئي مقلق، يتمثل في واحدة من أخطر الأزمات البيئية في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، إذ تواجه شركة المياه الأشهر في المملكة المتحدة غرامة قياسية بلغت 123 مليون جنيه إسترليني، على خلفية اتهامات بتسريب مياه المجاري إلى الأنهار ومناطق بيئية حساسة.
تفاصيل الغرامة والتهم البيئية ضد Thames Water
تُعد شركة Thames Water من أبرز مزودي خدمات المياه والصرف الصحي في بريطانيا، لكنها أصبحت تحت مجهر السلطات البيئية بعد سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لقوانين حماية البيئة.
وتشير التقارير الرسمية إلى أن الشركة مسؤولة عن تسريب كميات ضخمة من مياه الصرف الصحي إلى المجاري المائية، مما تسبب في:
- تلوث واسع للأنهار
- نفوق أعداد كبيرة من الأسماك
- زيادة تكاثر الفئران
- تدهور جودة المياه
- مخاطر صحية تهدد السكان المحليين
غضب شعبي ومطالب بإصلاح شامل لقطاع المياه
كما لم تقتصر التداعيات على الجانب البيئي فقط، بل تصاعد الغضب الشعبي ضد Thames Water، وسط دعوات متزايدة لإجراء إصلاحات جذرية في قطاع المياه في المملكة المتحدة.
ووصف الناشطون البيئيون ما يحدث بأنه نتيجة عقود من الخصخصة غير المنضبطة، والتراخي في المحاسبة، والجشع التجاري على حساب البيئة والصحة العامة.
مستقبل Thames Water على المحك
وفي ظل الضغوط المتزايدة من الإعلام والرأي العام والجهات التنظيمية، تجد شركة Thames Water نفسها اليوم أمام تحدٍّ حقيقي لاستعادة الثقة، فهل تستطيع الشركة تدارك الوضع والالتزام بالمعايير البيئية، أم أن هذه الغرامة التاريخية ستكون مجرد بداية لانهيار أكبر في صناعة المياه البريطانية؟
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق