نصّبت أكاديمية المملكة المغربية، الأربعاء، خمسة أعضاء جدد، في جلسة رسمية استقبلت المؤرخ دانييل ريفيه، والمؤرخ محمد كنبيب، وعالم الاجتماع محمد الصغير جنجار، والدبلوماسي محمد لوليشكي، والباحث المتخصص في فلسفة المنطق علي بنمخلوف.
المؤرخ دانييل ريفي، الذي أنجز أطروحته حول الحماية الفرنسية على المغرب ودرّس أواخر ستينيات القرن العشرين بالرباط، ثمّ درّس بجامعة السوربون، وصار مديرا لمعهد دراسة الإسلام ومجتمعات العالم الإسلامي بباريس الفرنسية، صاحب عدة مراجع حول تاريخ المغرب والمغارب، خاصة في عهد الاحتلال الأجنبي، وكتب حول محمد الخامس، والماريشال ليوطي.
وفي تصريح لهسبريس قال المؤرخ الفرنسي: “رغم تحفظات وتوبات أبقى أوروبيا”، ولهذا يتمحور درس تنصيبه عضوا بأكاديمية المملكة حول أوروبا، وبناء فكرتها الذي تمّ إلى حدود ما بعد الحرب العالمية، مع اصطدام هذه الفكرة بعائقين في منطقها هما روسيا والإسلام، وتبيّن بعض الأحكام الإطلاقية لديها مثل تمثيلها فكرة حقوق الإنسان و”الكونيّة”، وهو ما يصطدم بدوره بالنبر المنخفض لبروكسيل أمام “جرائم الحرب في غزة، التي تتجه للإبادة الجماعية”.
وذكر دانييل ريفي أن اختياره عضوا لأكاديمية المملكة المغربية “شرف كبير” يتلقاه بـ”رضا عارم”.
عالم الاجتماع والإناسة محمد الصغير جنجار ذكر لهسبريس أن نيل عضوية أكاديمية المملكة المغربية “شرف لكل عضو؛ فالأكاديمية إطار للفكر وطرح الإشكاليات الكبرى التي تواجه محليا المغاربة، وتواجه الإنسانية بصفة عامة”، وتابع: “اخترت كدرس تنصيب تسليط الضوء على مشكل مصير التربية والتعليم في زمن الرقمنة، ونقصد بزمن الرقمنة كل التحول الذي عرفناه منذ بداية الإنترنت، وما تبعه إلى غاية الذكاء الاصطناعي وما سيأتي في ما بعد، وسيغير علاقتنا بالمعلومة والاتصال وبذاتنا والآخرين والمعرفة، ما يطرح إشكاليات كبرى بالنسبة للمنظومة التربوية كما ورثناها من القرن التاسع عشر، أو ما نسميه الشكل المدرسي للتعليم”.
وزاد المتحدث ذاته: “هذه محاولة لطرح بعض النقط الكبرى التي يمكن فيها أن نبين المخاطر والحظوظ في هذا التحول، وكيف تجد المدرسة مكانا لها بين المخاطر والممكنات المتاحة في هذه التقنيات لتطوير التربية وإغنائها وإثرائها، ما يتطلب تطوير الفكر النقدي، والقدرة على تطويع التحولات بسرعة، وهذا موضوع تفكير حاليا في جميع البلدان وليس في المغرب فقط”.
المؤرخ محمد كنبيب قال لهسبريس: “شرف كبير لي أن ألقي درس تنصيبي في أكاديمية المملكة المغربية التي تحظى بالرعاية الملكية”، مردفا: “اخترت درسا للتنصيب سؤال الهوية الوطنية، والثقافية، والإنثو-ثقافية، لأنه بهذا السؤال تعرف الشعوب نفسها وتعرّف الآخرين (…) و(الأجوبة عنه) جزء عضوي من الأنا، وكيف نعرف أنفسنا والآخرين”.
الباحث علي بنمخلوف، الذي عبّر لهسبريس عن “عرفانه لجلالة الملك محمد السادس، الذي عيّنني في فضاء المعرفة هذا”، تحدّث في درس تنصيب عن الصلات غير البادية لـ”المعايير المنطقية والمعايير الأخلاقية”.
أما الدبلوماسي محمد لوليشكي، الذي كان الممثل المغربي لدى الأمم المتحدة، وسفيرا للمغرب بعدة دول أوروبية، فتدخل في موضوع التعددية في العالم بوصفها وعداً أخلف، في ظل واقع علاقات القوة والمصالح الإستراتيجية التي تحكم العلاقات الدولية، ما يحد من القواعد المشتركة التي أرساها القانون الدولي بوصفه فكرة نظام عالمي مشترك، وما يؤدي إلى صعود القوميات، ما يجعل مستقبل نظامٍ عالمي تعاونيّ مسألة غير مؤكّدة.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد تعيين الملك محمد السادس الأعضاء المقيمين والشرفيين والمراسلين لـ”أعلى هيئة فكرية بالمملكة” سنة 2023، تستمر جلسات التنصيب التي يعرّف فيها بالأعضاء الجدد، ويمنحون خلالها شارة الأكاديمية، ويلقون درس تنصيب في تخصّصهم بوصفهم أعضاء في أكاديمية المملكة المغربية.
0 تعليق