احتضنت مدينة العرائش حفل اختتام مشروع “Grow Strong”، الذي نُفذ بشراكة بين جمعية قطار المستقبل وجمعية “Borders:None” الكرواتية وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية لجمهورية كرواتيا، في إطار برامج التعاون من أجل التنمية وتعزيز فرص الإدماج المهني للشباب.
عرف الحفل حضور عدد من الشخصيات الوطنية والدولية، من أبرزها ماتيابيرليش، مديرة التعاون من أجل التنمية والمساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الكرواتية، التي مثلت الجهة الداعمة للمشروع، إلى جانب فاطمة شهبار، نائبة رئيس المجلس البلدي، وممثلين عن المصالح الخارجية والجمعيات المحلية.
وأشارت ممثلة وزارة الخارجية الكرواتية، في تصريح لها، إلى أهمية هذه المبادرة في دعم قدرات الشباب المغربي وتعزيز اندماجهم في سوق الشغل، مؤكدة أن اختيار دعم هذا المشروع نابع من قناعة راسخة بجدوى التعاون جنوب-شمال، وبأن تمكين الشباب هو أحد ركائز التنمية المستدامة.
كما أكد أشرف الطريبق، رئيس جمعية قطار المستقبل، أن هذا المشروع مكن خلال أشهر من العمل الميداني من استهداف عشرات الشباب من مختلف مناطق جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، استفادوا من دورات في تقوية المهارات الحياتية والمهنية، بالإضافة إلى ورشات في ريادة الأعمال والمواكبة النفسية والاجتماعية.
وشدد القائمون على جمعية قطار المستقبل، الجهة المنفذة للمشروع، على أن هذه المبادرة شكلت تجربة نوعية من حيث المضمون والشراكة؛ إذ تم الاشتغال مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والخبراء المحليين، مما ساهم في تحقيق نتائج ملموسة على مستوى المستفيدين.
تخللت الحفل فقرات متنوعة، من بينها عرض فيديو يوثق لمحطات المشروع وأثره على المشاركين، وفقرة موسيقية من تقديم النادي الفني للجمعية، قبل أن يتم تنظيم ندوة نقاشية حول “المهارات، الابتكار، والفرص: تشغيل الشباب”.
افتتحت الندوة بمداخلة ماتيابيرليش، مديرة التعاون من أجل التنمية والمساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الكرواتية، أبرزت فيها الأهمية التي توليها بلادها لدعم المشاريع الموجهة لفائدة الشباب، معتبرة أن تعزيز المهارات المهنية والحياتية لدى الشباب في جنوب المتوسط يشكل إحدى أولويات التعاون التنموي الكرواتي. كما شددت على ضرورة إرساء شراكات فعالة بين الفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني لتأمين استجابات مستدامة لرهانات التشغيل والإدماج.
من جانبها، أكدت ناتاشاكوبرتلا، رئيسة الجمعية الكرواتية “بدون حدود” الشريكة ضمن المشروع، على قيمة التبادل الثقافي والتربوي بين الشباب المغربي والكرواتي، مشيرة إلى أن هذا النوع من المشاريع يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل والانفتاح على نماذج جديدة للريادة المجتمعية. كما استعرضت نماذج مماثلة نُفذت في بلدان أوروبا الشرقية، مشددة على أهمية تكييفها مع السياق المحلي.
وشارك في الندوة ممثل عن الفرع المحلي لوكالة إنعاش التشغيل والكفاءات بعرض حول آليات الدعم المتاحة للشباب حاملي المشاريع، فيما ركزت بشرى ياسين، ممثلة المركز الجهوي للاستثمار لجهة الشمال (CRI)، على سُبل مواكبة حاملي الأفكار الابتكارية وربطهم بمنظومة الاستثمار الجهوي.
وقدم بعض المستفيدين شهادات مؤثرة حول تجاربهم خلال المشروع، وما أحدثه من تحولات إيجابية في مساراتهم الشخصية والمهنية.
واختُتم الحفل بتوزيع الشهادات على المشاركين والمؤطرين، إلى جانب تنظيم حفل شاي شكل مناسبة للتعارف وتعزيز التشبيك بين الفاعلين.
يشار إلى أن مشروع “Grow Strong” يندرج ضمن البرامج التي يضعها الاتحاد الأوروبي من أجل مواجهة الهجرة غير القانونية عبر تقوية قدرات الباحثين عن العمل، وتوعيتهم، ومواكبتهم وإدماجهم في سوق الشغل المحلي.
0 تعليق