الأحد، 01 يونيو 2025 12:03 ص 6/1/2025 12:03:12 AM
«إسلام، ابني الوحيد بعد بنتين صغيرين، كان سندنا كلنا، ما كنتش أتخيل إن الغدر هيجي من صحابه ويغرقوه في ميه ساكتة، وهو اللي كان دايمًا بيحلم بحياة أفضل».. هكذا بدأ «عبدالستار»، الأب الذي فقد فلذة كبده، حديثه عن فاجعة غرق ابنه «إسلام» في منطقة 15 مايو، شاب لم يتجاوز الـ 18 من عمره، يدرس في أولى ثانوي عام تجريبي لغات، كان يحمل حلم دخول كلية تجارة إنجليزي: «كان دايمًا يقولّي: (يا بابا أنا نفسي أدخل تجارة إنجليزي، ولو ربنا كرمني.. طب)، لكن الحلم لم يكتب له أن يُكمل». أخبار متعلقة photo «مش سواق ولا مهندس موقع».. دفاع المتهمين في قضية انفجار خط الغاز بطريق الواحات: «اللوم على جهاز المدينة» photo «إيدي مابقتش بتتحرك زي زمان».. شهادة «سيف» أمام قاضي «حادث انفجار خط غاز طريق الواحات» photo «عينه راحت في النار».. مأساة «أحمد» تتصدر المشهد في محاكمة متهمي «انفجار خط غاز طريق الواحات» «مش بعرف أعوم.. هقعد على الحجر» كانت الحياة تمر على وتيرتها في منطقة الإسكان الاجتماعى حديثة الإنشاء، لكن مع بداية تعرف «إسلام» على بعض الشباب من الجيران، بدأ الحذر يتسلل إلى قلب والده «عبدالستار»: «كنت بحذره، خصوصًا من واحد اسمه يوسف، ساكن تحتينا، كان عمره 24 سنة، بس ابني كان دايمًا بيقول لي: (يا بابا، هو بيتطفل علينا أنا وصحابى بس، وأنا مش بحب أحرج حد)، كان قلب إسلام بسيطًا، لا يشك في أحد، وكان يميل دائمًا لإعطاء فرصة للجميع، حتى لو كانت نواياهم مبهمة». في ذلك اليوم الذي لم يكن أحد يتوقع أن يحمل هذه النهاية، خرج طالب الثانوى كعادته ليشتري بعض الطلبات من السوبر ماركت: «كان في رفقته يوسف، وقال له: (أنا عايزك في موضوع).. إسلام قال لأمه إنه هينزل شوية ويرجع».. كان ذلك آخر ما سمعوه منه: «يوسف لم يكن لوحده، كان معاه إياد، شاب في الـ16، وقريب منهم عادل من العمارة المجاورة». المكان الذي عرضوه عليه كان بعيدًا عن عيني الأب الذي لا يزال يرى ابنه في كل زاوية من زوايا البيت: «قالوا له: تعال نشوف مكان عندنا وسط الجبل، فيه مية جوفية شكلها حلو».. لكن «إسلام» لم يخفِ شكوكه، قال لهم: «المية مش نضيفة، والمكان شكله يخوف، أنا مش بعرف أعوم، هقعد على الحجر هنا، محدش يزقني»، كان قلبه يرفل بالخوف لكن الإصرار على عدم المواجهة جعل الجميع يطمئنه. ولكن فجأة، حدث ما لا يمكن لأب أن يتخيله: «عادل... زقه من وراه، وقع إسلام في أعمق نقطة في المية، محدش تحرك، محدش نادى حد... سابوه يموت».. كلمات «عبدالستار» تنساب بحسرة غامرة، وكأن الدمعة تُخفف قليلًا من وقع المأساة.
0 تعليق