تراجعت صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 1.3% خلال شهر مايو 2025، لتسجل 57.27 مليار دولار، في أول انخفاض منذ أربعة أشهر، نتيجة التباطؤ في الشحنات الموجهة إلى كل من الولايات المتحدة والصين، على خلفية تصاعد النزاع التجاري العالمي وفرض رسوم جمركية أمريكية واسعة.

وأوضحت وزارة الصناعة والتجارة الكورية الجنوبية أن الانخفاض يعود إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية التي طالت منتجات كورية رئيسية، حيث تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 8.1%، وإلى الصين بنسبة 8.4%، بينما ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4%، وقفزت إلى تايوان بنسبة 49.6%.

وأكد الوزير آن دوك-غيون أن الرسوم الأمريكية بدأت تؤثر على تدفقات التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن “الأسواق الكبرى التي نعتمد عليها بدأت تُظهر علامات تباطؤ بسبب هذه السياسات التجارية المتشددة”.

أداء مختلط للقطاعات التصديرية

رغم التراجع العام، سجل قطاع أشباه الموصلات ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 21.2%، بدعم من الطلب العالمي على رقائق الذاكرة، في حين انخفضت صادرات السيارات بنسبة 4.4%، بالتزامن مع فرض الرسوم وبداية الإنتاج المحلي لشركة "هيونداي" في مصنعها الجديد بولاية جورجيا الأمريكية.

في المقابل، شهدت الواردات الكورية الجنوبية تراجعًا بنسبة 5.3% لتسجل 50.33 مليار دولار، ما أسفر عن فائض تجاري شهري بلغ 6.94 مليار دولار، وهو الأعلى منذ يونيو 2024.

تصاعد التوتر التجاري رغم هدنة مؤقتة

وكانت الصين والولايات المتحدة قد توصلتا إلى هدنة تجارية مؤقتة في منتصف مايو شملت تعليق بعض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم بكين لاحقًا بانتهاك الاتفاق، معلنًا نيته مضاعفة الرسوم على واردات الفولاذ والألومنيوم، ما أثار مخاوف من جولة تصعيد جديدة في الحرب التجارية.