الدعم الدولي للحكم الذاتي يخنق البوليساريو ويُعجل بإنهاء أطروحة الانفصال

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أضحت الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء، وبجدية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، تضع جبهة البوليساريو وداعميها من النظام الجزائري على وشك إنهاء أطروحة الانفصال وطي الملف.

ومكن الاعتراف والدعم الدوليان الواسعان للمقترح المغربي من وضع خصوم المملكة في حرج من استمرار الدفاع عن التوجه المرفوض دوليا، وبات يعجل بعزل الجبهة الانفصالية وإنهاء تواجدها.

“غرق سفينة الانفصال”

في هذا الصدد، يرى الباحث في شؤون الصحراء ودول الساحل عبد الفتاح الفاتيحي أن توالي سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية من كينيا إلى غانا، ثم تأييد مبادرة الحكم الذاتي، “سيدفع ما تبقى من مناصري الطرح الانفصالي إلى النزول من سفينة الانفصال الموشكة على الغرق”.

وأوضح الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الكثير من المؤشرات تؤكد على توجه دولي إقليمي سينهي عضوية جبهة البوليسارىو بالاتحاد الإفريقي وتصنيفها دوليا كتنظيم إرهابي متطرف، وهو ما سيعجل بإنهاء أطروحة الانفصال”.

وأضاف أن الاعترافات الدولية، “هي نتاج بدء الدول في استيعاب مقترحات المغرب في إقامة مشاريع اقتصادية على أساس مبدأ رابح-رابح ووفق مبادئ استراتيجية التعاون جنوب-جنوب، وكذا مع استحضار الخطاب الملكي الذي يعتبر أن أي علاقات اقتصادية أو تجارية مع المغرب لا يمكن أن تتم إلا على أساس احترام مبدأ الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وشدد الباحث ذاته على أن تأييد ودعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية على أساس مبادرة الحكم الذاتي، يتزايد، وذلك في سياق تبلور إجماع دولي يدعم تسريع إنهاء النزاع حول الصحراء المغربية.

“رقصة الديك المذبوح”

محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، وصف الوضع الذي تعيشه الجبهة الانفصالية وصنيعتها الجزائر، جراء توالي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، بـ”رقصة الديك المذبوح”، مبرزا أنها تعيش آخر أيامها.

ووفق إفادات الدكالي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن النظام العسكري الجزائري الحاضن للجبهة “بات يعيش قلقا ورعبا جراء هذا الولد القيصري وكيفية التخلص منه، ويعيش كابوسا يوميا جراء الانكسارات التي أصيب بها، ما يظهر أن النظام العسكري فشل فشلا ذريعا والخاسر هو الشعب الجزائري”.

وسجل أستاذ التعليم العالي أن الاعتراف الإنجليزي الأخير “يظهر بشكل جلي أن البوليساريو مآلها الانكسار”، مبررا ذلك بأن “إنجلترا تأخذ قراراتها بناء على دراسات استراتيجية وواقعية وتوجه دبلوماسي يتسم بالعقلانية ويرى أن الطرح المغربي هو الطرح المشروع والعادل وأن الصحراء مغربية والاستقرار الإقليمي يتمحور حول مغربية الصحراء”.

وعاد الباحث في القانون الدولي ليؤكد أن الدبلوماسية المغربية تحقق انتصارات متتالية، سواء على الصعيد الإفريقي أو الدولي، أصبح معها الموقف الداعم للمملكة يعرف تزايدا وإقبالا واعترافا.

وأشار في هذا السياق وهو يتحدث عن هذه الاعترافات المتتالية، إلى التحول الذي عرفه الملف من خلال اختراق المغرب جدار الدول التي تتحدث بالإنجليزية، بعدما كانت الدول الناطقة بالفرنسية هي من تدعم موقفه.

واستدل في هذا الصدد بما تحقق في الأيام الأخيرة بعد موقف كل من كينيا وغانا، اللتين كانتا مساندتين للطرح الانفصالي، “حيث كانت كينيا بمثابة الحصن المنيع له ولم تكن بينها وبين المغرب أية علاقة دبلوملسية، واليوم نرى أنه تم اختراق هذا البلد وبدء علاقات معه توجت بدعم الموقف المغربي، ما يشكل إحباطا وانكسارا لانفصاليي البوليساريو والجزائر، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى غانا، التي تعد دولة محورية بالقارة وكانت تؤيد الانفصال، واليوم هي داعم رئيسي للمملكة واعترفت بمشروعية الحكم الذاتي”.

واعتبر بنطلحة الدكالي أن هذا الوضع والاختراقات التي تمارسها الدبلوماسية المغربية “يبينان أن جماعة البوليساريو احترقت أوراقها، وتعيش نكسات متتالية على الصعيد الإفريقي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق