شركة فولفو السويدية: السيارات الكهربائية لا تكفي لتحقيق استدامة قطاع النقل (حوار)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يمثّل النقل مصدرًا لنحو 30% من انبعاثات غازات الدفيئة، لذلك ينظر العالم إلى السيارات الكهربائية بوصفها المنقذ لمجهودات مكافحة تغير المناخ في هذا القطاع كثيف الانبعاثات، لكن بعضهم -ومن بينهم نائب الرئيس الأول لوحدة الأعمال الهيكلية في شركة فولفو للسيارات دان بترسون- يرى أنها غير كافية لعلاج المشكلة.

منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) قابلت بترسون خلال زيارته إلى القاهرة، ممثلًا لشركة فولفو في توقيع مذكرة تفاهم مع شركة جي بي أوتو المصرية، لتعميق التعاون والإنتاج بمصانعها وتسويق سيارات الشركة في المنطقة، ضمن وفد يضم 23 رجل أعمال سويدي، برفقة وزير التجارة الدولية والتعاون الإنمائي بنيامين دوسا.

وحاورت "الطاقة" دان بترسون عن رؤيته حول السيارات الكهربائية، ومدى قدرتها في علاج أزمة التلوث الناجم عن النقل، ومعضلة توفير الكهرباء النظيفة.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترى مستقبل السيارات الكهربائية في ضوء تغير المناخ واحتياج العالم إلى توفُّر مصادر الطاقة؟

نحن في فولفو السويدية نعمل في صناعة النقل، وهي صناعة كثيفة الانبعاثات، أي إننا نمثّل جزءًا من خلق المشكلة بوصفنا مصنعين، لذلك نريد أن نكون جزءًا من الحل.

نحن نريد تقديم وسائل النقل لأنها ضرورية للمجتمعات، ولا يمكن التوقّف عن صناعة السيارات لمنع الانبعاثات، لذلك نريد جعل صناعة النقل أكثر استدامة، ومن ثم نذهب إلى السيارات الكهربائية، لأنها أحد الحلول التي تجعل الصناعة أكثر استدامة.

وعلى سبيل المثال، تحويل حافلات المدن إلى العمل بالكهرباء هو حل أمثل للبيئة وخفض الانبعاثات، ليس محليًا فقط، ولكن عالميًا أيضًا.

هذا واحد من الحلول، هل ترى حلولًا أخرى؟

نعم، تطوير التقنيات متواصل ولا يتوقف، فحلّ واحد لا يكفي لعلاج هذه المشكلة، ويجب أن يكون هناك بدائل عديدة، فهناك خلايا الوقود، وإمكانات استعمال وقود الهيدروجين الأخضر، الذي يمكن أن يكون أكثر استدامة أيضًا.

لكن الهيدروجين يواجه صعوبة الآن بسبب ارتفاع التكلفة، هل تتفق معنا في ذلك؟

نعم، خاصة أن هذا الأمر (الشحن من خلال مصادر الطاقة النظيفة) يحتاج إلى الهيدروجين الأخضر، والبعد عن استعمال "كهرباء سيئة" لإنتاج الهيدروجين.

بعض كبريات شركات الطاقة -مثل إكسون موبيل- تتراجع عن خطط الطاقة النظيفة، التي قررتها قبل سنوات، أو تقليص استثماراتها في المصادر المتجددة، هل يمكن أن يحدث الأمر نفسه في شركات السيارات، والتراجع عن خطط السيارات الكهربائية؟

السيارات الكهربائية جزء من الحل، وليست كل الحلول، "فإذا أردت القيادة لمسافة طويلة -على سبيل المثال-، تحتاج في السيارة الكهربائية عدّة بطاريات -وليس بطارية واحدة- على متنها، وهذا الأمر سيضطرنا إلى خفض عدد الركّاب بالطبع، لذلك لا تناسب تلك السيارات كل التطبيقات، ولذلك أيضًا نحتاج إلى بدائل أخرى لجعل كل قطاع النقل أكثر استدامة".

ونحن في شركة فولفو نواصل الاستثمار في قطاع الأبحاث والتطوير لإيجاد بدائل أكثر استدامة "لن نتوقف عند ذلك".

تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية بشدة العام الماضي (2024)، كيف ترى ذلك؟

نعم، قد تكون مبيعات السيارات الكهربائية بصورة عامة قد تراجعت، لكن مبيعات الحافلات الكهربائية تواصل النمو الكبير، لأن العديد من المدن في العالم يضع خططًا لكهربة أسطول الحافلات لديها، فهناك مرونة في التعامل مع ذلك.

إذ يمكن شحن الحافلات طوال الليل، وتشغيلها خلال النهار. "أعتقد إنه تطبيق جيد جدًا"، لذلك أتوقع استمرار نمو مبيعات الحافلات الكهربائية عالميًا.

شحن السيارات الكهربائية يجب أن يكون بكهرباء نظيفة وفق مسؤول شركة فولفو السويدية
شحن سيارة كهربائية - الصورة من إيفبيديا

هل ستزيد شركة فولفو الاستثمارات في صناعة السيارات الكهربائية؟

نعم، نحن نواصل الاستثمار في منصة السيارات الكهربائية.

ما حجم هذه الاستثمارات؟

لا أذكر الرقم تحديدًا الآن، لكن شركة فولفو تستثمر مبلغًا ضخمًا في منصة السيارات الكهربائية، كما نضخّ استثمارات كبيرة في الحلول الأخرى.

ونحن نتوقع نموًا متواصلًا لسوق الحافلات الكهربائية خاصة، لذلك من المهم تطوير البنية التحتية مثل محطات الشحن، وتوفُّر كهرباء كافية بها، وأيضًا كهرباء كافية في الشبكة.

ماذا تعني بكهرباء كافية في الشبكة؟

أعتقد أن أحد أهم المعوقات أمام انتشار السيارات الكهربائية هو عدم وجود كهرباء كافية، خاصة من المصادر النظيفة.

عند التفكير في كهربة النقل، يجب النظر إلى كل حلقات سلسلة الإمداد، والتأكد أن جميعها مستدامة.

ماذا عن الاتفاق مع شركة جي بي أوتو المصرية، هل يمكن أن تعطينا تفاصيل إضافية؟

نحن نعمل معًا منذ عدّة سنوات، وهذا الاتفاق يهدف إلى تعميق التعاون بين الشركتين، وخلال المرحلة المقبلة، ستستعمل مصانع جي بي أوتو في التصنيع والتصدير لعديد من الأسواق.

كما نتشارك باستثمارات في منتجات جديدة، وتطوير خطوط الإنتاج، وذلك للتصدير إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.

ماذا عن نشاط الشركة في المنطقة بصورة عامة بعيدًا عن اتفاق جي بي أوتو المصرية، مثل السعودية والمغرب والإمارات؟

لدينا العديد من الفرص الواعدة للنمو في المنطقة في كل هذه البلدان، من خلال شراكتنا مع جي بي أوتو المصرية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق