الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. ضربة إستراتيجية تستهدف ميناء حيفا وتخرجه من الخدمة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت هيئة "أمبري" البريطانية للملاحة البحرية في تطور نوعي يعكس تحولًا خطيرًا في طبيعة المواجهة بين إيران وإسرائيل، أن إيران شنت هجومًا صاروخيًا استهدف بشكل مباشر البنية التحتية الحيوية لميناء حيفا، باستخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى، ما يشير إلى تصعيد غير مسبوق في مستوى الجرأة والدقة في الاستهداف الإيراني.

إيران تهاجم العمق الإسرائيلي

وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، فإن الهجوم طاول مصفاة حيفا، وهي منشأة حيوية تقوم يومياً بمعالجة قرابة 10 ملايين طن من النفط الخام، وتشكل عنصراً مركزياً في المنظومة الاقتصادية والطاقة الإسرائيلية.

كما تم استهداف مجمع بازان للكيماويات، الذي يُعد الأكبر في إسرائيل بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ألف برميل يومياً، ما قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على مستوى الإمدادات النفطية والصناعات المرتبطة بها داخل إسرائيل.

الصواريخ الإيرانية لم تقتصر على استهداف المنشآت النفطية، بل سقطت على عدة مناطق في العمق الإسرائيلي، شملت تل أبيب، حيفا، غرب القدس، إيلات، وبيتاح تكفا، في موجة هجومية بدت منسقة ومركزة على نقاط حساسة. وقد أدى سقوط أحد الصواريخ على ملجأ محصن في بيتاح تكفا إلى مقتل 4 إسرائيليين، فيما أفادت خدمة الإسعاف بوجود أكثر من 100 جريح يتلقون العلاج جراء القصف، وسط مشاهد دمار توصف بأنها "غير مسبوقة" في الشارع الإسرائيلي.

وفي المقابل، فعّلت إسرائيل رقابة عسكرية صارمة ومنعت نشر أي صور أو معلومات عن نتائج الهجوم، في ما يبدو أنه محاولة للحد من حجم الذعر الداخلي، ولإخفاء الأثر الفعلي على المرافق المستهدفة، خاصة مع ورود أنباء عن إصابات مباشرة لمقرات أمنية ومواقع حساسة لم يُعلن عنها رسميًا حتى اللحظة.

مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك

هذه الهجمات تمثل مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك، حيث كسرت إيران "خطوطاً حمراء" عبر استهداف منشآت اقتصادية استراتيجية تمثل "قلب الطاقة الإسرائيلية"، وهو ما قد يُفهم كرسالة مزدوجة: أولاً، إظهار قدرة إيران على ضرب العمق الإسرائيلي بدقة، وثانياً، ردع أي هجمات إسرائيلية محتملة على منشآتها النووية أو مصالحها في المنطقة.
وفي السياق الإقليمي، فإن الهجوم يُعد رسالة قوية لحلفاء إسرائيل في الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، بأن أي صراع مباشر مع إيران لن يبقى محدودًا أو يمكن احتواؤه بسهولة، بل قد يُشعل المنطقة بأكملها في حرب غير تقليدية ومفتوحة.

ويبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات تصعيد أكبر، إذ من المتوقع أن ترد إسرائيل بقوة، مما ينذر بمرحلة أكثر خطورة قد تطال ساحات إقليمية أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، لتتحول إلى مواجهة إقليمية شاملة تتجاوز إطار الحرب بالوكالة إلى صدام مباشر بين محورين متصارعين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق