أكد المحلل السياسي نزار السيسي،أن التخطيط الأمريكي الإسرائيلي للمنطقة ليس جديدًا، لكنه يمر حاليًا بمرحلة إعادة تشكيل، وأن من بين أبرز الملامح تعد التطويع لا الاحتلال، حيث أن الخطة لا تقوم على وجود عسكري مباشر، بل على بناء شبكات نفوذ اقتصادية وأمنية وإعلامية، تجعل من دول المنطقة أدوات لخدمة المصالح الكبرى دون صدام مباشر، وترسيخ التفكيك الناعم، حيث لا تسعى إسرائيل وأمريكا لتقسيم الدول بالضرورة، لكنهما تدعمان حالة "التآكل الداخلي".
إضعاف الجيوش وتحييد الإرادة السياسية
وأكد نزار السيسي، أن ذلك يتم من خلال تغذية الهويات الفرعية، والصراعات الطائفية، والانقسام المجتمعي بحيث تظل المنطقة منشغلة بذاتها، كما تعمل على إضعاف الجيوش وتحييد الإرادة السياسية: هناك مساعٍ واضحة لتحجيم دور الجيوش الوطنية، وتجريد الدول من القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية حرة، سواء عبر الديون أو اتفاقيات أمنية واقتصادية مُقيدة، كما أن هناك دعم بدائل مصطنعة للهوية العربية والإسلامية، سواء بإحياء صراعات قديمة "سني وشيعي، عربي وغير عربي" أو بدفع أنظمة دينية أو قبلية إلى الصدارة، بهدف تشتيت الانتماء الجامع وتشويه مفهوم الدولة الوطنية الحديثة.
مستقبل المنطقة
وأشار إلي أن مستقبل المنطقة يتوقف على وعي شعوبها ونخبها، مضيفاً أن أمريكا وإسرائيل لا يمكنهما فرض سيناريو محدد إن كانت هناك إرادة حقيقية لبناء دولة مدنية، تحترم الدين دون أن تحتكره، وتُوازن بين الهوية والانفتاح، بين السيادة والشراكة.
0 تعليق