تراجعت أسعار الذهب خلال الأسبوع المنقضي، مسجلة أول خسارة أسبوعية لها منذ نحو الشهر، في هبوط مفاجئ رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي تعد عادة عاملا داعما للطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
أسعار الذهب
وتراجع الذهب إلى ما دون مستوى 3400 دولار للأوقية، ليستمر بعد ذلك في مسار هبوطي تدريجي دون تراجعات حادة، حتى لامس مستوى قرب 3384 دولارا، وفقا لبيانات منصة "ماركت ووتش".
وتأتي هذه الخسارة الأسبوعية رغم أجواء الترقب والقلق المسيطرة على الأسواق العالمية، وسط احتمالات متزايدة لتوسع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، وهو ما كان من المتوقع أن يدفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الذهب.
ويعزى هذا الأداء الضعيف، بحسب محللين، إلى عاملين رئيسيين، أولهما صعود الدولار الأمريكي بشكل واضح خلال الأسبوع، مستفيدا من تحوله إلى ملاذ آمن للمستثمرين، وهو ما يشكل ضغطا تقليديا على أسعار الذهب.
أما العامل الثاني، فيتعلق باحتمالية أن تكون موجة الصعود القوية للذهب منذ بداية عام 2025 قد استنفدت زخمها مؤقتا، بعد تسجيله مستويات تاريخية خلال الربعين الماضيين، مما قلل من قدرة الأخبار الجيوسياسية على تحفيز مزيد من الصعود.
وعلى صعيد السياسة النقدية، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع الإشارة إلى أن اللجنة لا تزال تتوقع خفضين للفائدة خلال العام الجاري.
ورغم أن هذا الموقف كان متوقعا، إلا أن التحديث ربع السنوي لتوقعات النمو الاقتصادي أظهر توقعات بتباطؤ أداء الاقتصاد الأمريكي في الأجل القريب إلى المتوسط، وهو ما يعد عادة عاملا داعما لتوجه المستثمرين نحو الذهب كتحوط من تدهور الأوضاع الاقتصادية.
في الوقت نفسه، صدرت هذا الأسبوع بيانات اقتصادية ضعيفة، كان أبرزها تقرير مبيعات التجزئة الذي جاء دون التوقعات، مما زاد من القلق بشأن قوة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة.
كما سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية أداء سلبيا على مدار الأسبوع، متأثرة بأجواء التوتر السياسي والميداني في المنطقة، ومع ذلك، لم ينعكس هذا التراجع في شهية المخاطرة بزيادة ملحوظة في الطلب على الذهب، الذي ظل عاجزا عن العودة فوق مستوى 3400 دولار.
ويرى الخبراء أنه إذا استمر غياب المحفزات القوية أو تجددت المخاوف من عمليات تصحيح في الأسواق، فقد نشهد تسارعا في وتيرة جني الأرباح على الذهب، خاصة مع سعي المستثمرين إلى تسييل مراكزهم الرابحة من المعدن الأصفر لتعويض خسائرهم في الأصول الأخرى، وعلى رأسها الأسهم.
ومع استمرار الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية في المشهد العالمي، يبقى الذهب في وضع دقيق بين احتمالات استعادة الزخم الصعودي، أو الدخول في موجة تصحيح أكثر حدة خلال الأسابيع المقبلة.
0 تعليق