شهد محكمة جنح طنطا بمحافظة الغربية النطق بالحكم في القضية المتهمة فيها مدربة الأسود المعروفة أنوسة كوتة، والمتعلقة بإصابة عامل بالسيرك أدت إلى بتر ذراعه، إلى جلسة السادس والعشرين من يوليو المقبل، وذلك بعد الاستماع إلى مرافعات الدفاع والنيابة العامة وسماع الشهود، في جلسة شهدت حضورًا إعلاميًا لافتًا، إلى جانب حضور مكثف من أسرة المصاب.

بدأت أحداث الواقعة في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، خلال إحدى عروض السيرك المقامة في نطاق فعاليات العيد، حيث تعرّض محمد البسطويسي، أحد العاملين بالسيرك، لهجوم مباغت من أحد الأسود أثناء جلسة تدريب كان يُشرف عليها طاقم السيرك، وتحديدًا في فترة تواجد أنوسة كوتة في محيط التدريب. أسفر الهجوم عن إصابة بالغة تطلّبت التدخل الجراحي، وانتهت ببتر ذراعه اليسرى.

عقب الحادث، تقدّمت أسرة العامل ببلاغ رسمي يتهم مدربة الأسود بالتقصير والإهمال الجسيم الذي تسبب في الحادث. وبدورها باشرت النيابة العامة التحقيقات، حيث تم استجواب أنوسة كوتة التي أنكرت مسؤوليتها المباشرة عن الواقعة، مؤكدة أنها ليست مالكة للأسود وأن مهامها تنحصر فقط في تقديم العروض أمام الجمهور، كما أوضحت أن إدارة وتنظيم وتدريب الحيوانات مسؤولية جهة أخرى مشرفة على الفريق الفني.

جلسة المحاكمة الأخيرة شهدت حضورًا مؤثرًا لأسرة المجني عليه التي ظهرت عليها علامات الحزن والانهيار، وعبّرت عن أملها في أن تنصف العدالة نجلها الذي أصبح غير قادر على العمل أو إعالة أسرته بسبب الإعاقة التي لحقت به.

وخلال الجلسة، شدد محامي المجني عليه على أن الحادث لم يكن عرضيًا، بل نتيجة مباشرة لانعدام الإجراءات الاحترازية داخل السيرك، مشيرًا إلى غياب معايير التأمين خلال فترات التدريب، وهو ما اعتبره السبب الأساسي وراء الكارثة التي أفقدت موكله ذراعه، وتسببت في معاناة أسرية ونفسية كبيرة.

ينتظر الرأي العام صدور الحكم في الجلسة المرتقبة، خاصة أن القضية أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية، وفتحت نقاشًا حول قواعد الأمان المتبعة في عروض السيرك ومدى مسؤولية المدربين عن حوادث الحيوانات المفترسة أثناء العمل.