مصر تقود جهود مكثفة لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل.. الخارجية: النهج التصعيدي سيقود المنطقة إلى المجهول.. ومحللون: القاهرة تلعب دورًا بارزًا لمنع تمدد الصراع

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جهود دبلوماسية متواصلة تبذلها القيادة السياسية المصرية من أجل التوصل لتهدئة تقود الشرق الأوسط نحو إنهاء الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل، وفي مقدمة تلك الجهود الاتصالات اليومية التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية والهجرة، من أجل بناء موقف إقليمي موحد لدعم جهود التهدئة ووقف الحرب.

ولعل اخر تلك الجهود هو الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، والذي تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، حيث أعرب الزعيمان عن قلقهما البالغ من التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران، محذرين من اتساع دائرة الصراع بما ستكون له تبعاته الجسيمة على دول المنطقة كافة.

وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال أكد على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسئولية، والعمل على حل الأزمة الجارية بالتفاوض والوسائل السلمية، وعلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الزعيمين شددا على أن التصعيد الجاري بالمنطقة يرتبط بشكل أساسي باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بالقطاع.

وحذر السيسي وملك البحرين من الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، حيث أكد الزعيمان على ضرورة الإنفاذ الفوري والعاجل للمساعدات الإنسانية لإنقاذ أهالي غزة، وشددا على أن إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية يعد الضمان الوحيد للاستقرار الإقليمي.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال شهد التأكيد على عمق العلاقات بين مصر والبحرين، وحرص قيادتي البلدين على تعزيزها في كافة المجالات، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين للتقدم والرخاء.

وعلى صعيد متصل، شارك وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ51 لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، حيث أكد وزير الخارجية أن مصر تحذر من أن النهج التصعيدي الحالي سيقود المنطقة إلى المجهول وإلى صراع أوسع في الإقليم ينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود والتركيز على وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف التصعيد العسكري الراهن.

وقال "عبد العاطي" إننا نجتمع اليوم في ظل تصعيد خطير تشهده المنطقة إثر العدوان الإسرائيلي على إيران منذ فجر يوم الثالث عشر من يونيو الجاري، والذي يعد تصعيداً إقليمياً سافراً وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهو التصعيد الذي تدينه مصر لما يمثله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف وزير الخارجية أن الهجوم الإسرائيلي قد استبق نتائج مسار "مسقط" التفاوضي الذي دشنته سلطنة عمان الشقيقة بغية التوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وهي المفاوضات التي هدفت إلى تجنيب المنطقة الدخول في موجة جديدة من التصعيد والتفكك والصراع إذ أن ذلك لن يخدم مصلحة أي دولة في الشرق الأوسط، بل ستتحمل عواقبه دول المنطقة كافة بدون استثناء.

وأوضح أن مصر تؤكد أنه لا حلول عسكرية لهذه الأزمة، كما تدين مصر الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي تنتهك القانون الدولي الإنساني وقرارات الوكالة ومجلس الأمن ذات الصلة، والتي تستمر تل أبيب في ضربها بعرض الحائط.

وتابع: "ومن هنا، تؤكد مصر أن التعامل مع الملف النووي الإيراني يجب أن يتم في إطار مقاربة شاملة تعالج كافة الشواغل الأمنية ذات الصلة بعدم الانتشار النووي في المنطقة من خلال إقامة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وتحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار خاصةً منطقة الشرق الأوسط، في ظل رفض إسرائيل الانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم القرارات الدولية العديدة الصادرة فى هذا الشأن".

محللون: التحرك المستمر للدبلوماسية المصرية يلعب دورًا بارزًا لمنع تمدد الصراع في الشرق الأوسط

وفي هذا الشأن، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التحرك الرئاسي والدبلوماسية المصرية تلعب دورًا بارزًا في وضع النقاط فوق الحروف حول طبيعة ما يجري في الإقليم من خلال التواصل مع قادة وزعماء المنطقة والأطراف ذات الصلة بالصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، في محاولة لمنع تمدد الصراع في الإقليم.

وأضاف "فهمي" أن مصر سبق أن حذرت مصر من مجريات الأمور في قطاع غزة والتي قد تقود لصراع إقليمي أكبر، والمتابع للجهود الدبلوماسية المصرية يرى أن هناك العديد من الثوابت في السياسة الخارجية المصرية، كما تسعى لتقريب وجهات النظر وطرح الرؤى والمقاربات من أجل الوصول إلى التهدئة ومنع الدخول في مناوشات وصراعات. 

وأوضح "فهمي" في تصريحات تليفزيونية أن الموقف المصري الثابت يرى أن الاعتماد على الحلول السياسية والدبلوماسية هو المحرك الرئيسي لجهود التوصل إلى علاج لمشكلات المنطقة، ومن هنا دعت مصر كافة الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات وتحمل المسؤولية من أجل التوصل إلى حل سلمي يجنب المنطقة بأكملها ويلات الحروب.

من جهتها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، استاذ العلوم السياسية، إن الصراع المحتدم بين طهران وتل أبيب يتطلب المزيد من الجهود الدبلوماسية ومن هنا اجتمع وزراء منظمة التعاون الإسلامي، من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة لإنهاء الصرع.

وأضافت "الشيخ" أن استمرار الصراع من شانه توسيع نطاق الأزمة وامتدادها وهو ما يشكل مخاطر على جميع دول الشرق الأوسط، كما تسعى الدول الإسلامية للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لوقف الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق