في تطور وصف بـ"الخطير والمفاجئ"، أعلن التلفزيون الإيراني صباح الأحد، أن البرلمان الإيراني صادق رسميًا على قرار بإغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات المائية أهمية في حركة التجارة العالمية للطاقة، وسط ترقب للتصديق النهائي من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني خلال الساعات المقبلة.
ضربة قاضية للبرنامج النووي الإيراني
ويأتي هذا القرار في أعقاب ضربات جوية أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة، من بينها فوردو، نطنز، وأصفهان، في عملية وصفتها واشنطن بأنها "ضربة قاضية للبرنامج النووي الإيراني"، الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة بين طهران وواشنطن.
إغلاق مضيق هرمز يمثل تحولًا نوعيًا في أسلوب الرد الإيراني
وقال الدكتور محمد الوزان، الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إن إغلاق مضيق هرمز يمثل تحولًا نوعيًا في أسلوب الرد الإيراني، لكونه لا يقتصر على الجانب العسكري بل يتجاوز إلى ردود اقتصادية وجيوسياسية قد تهدد استقرار الأسواق العالمية، وخصوصًا أسواق الطاقة.
مضيق هرمز.. الشريان الذي يخنق العالم
يُعد مضيق هرمز من أهم الممرات المائية في العالم، إذ يربط بين الخليج العربي وبحر عمان، وتمر عبره يوميًا ما يقرب من 21 مليون برميل نفط، أي ما يعادل 20% من تجارة النفط العالمية. كما يشكل الممر نقطة عبور لثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم.
وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة السنوية التي تمر عبر المضيق تتجاوز تريليون دولار، كما أن أي تهديد له يؤثر بشكل مباشر على أكثر من 30 دولة، ويضع الاقتصاد العالمي على حافة أزمة كبرى.
وفي أعقاب الإعلان الإيراني، سجلت أسواق الطاقة قفزات مفاجئة، حيث ارتفعت أسعار التأمين على السفن العابرة للمضيق بنسبة تجاوزت 60%، وسط مخاوف من تصاعد التوترات وتحول المنطقة إلى ساحة صراع مفتوح.
ساعات حاسمة أمام المجلس الأعلى للأمن القومي
وبينما يترقب العالم مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على قرار البرلمان، يرى محللون أن إيران قد اختارت هذه الخطوة كرسالة مزدوجة، عسكرية من جهة، واقتصادية استراتيجية من جهة أخرى، في محاولة للضغط على القوى الدولية وإظهار قدرتها على التأثير العميق في معادلة الطاقة العالمية.
ويرى الوزان أن هذه اللحظة تمثل "اختبارًا حقيقيًا للرد الدولي"، متسائلًا: "هل سيتجه العالم نحو التصعيد؟ أم نشهد تراجعًا مدروسًا لتجنب انفجار إقليمي قد يطال الاقتصاد العالمي برمّته؟"
العالم على حافة أزمة
القرار الإيراني، حتى وإن لم يُفعّل بعد، أرسل ارتدادات قوية إلى كل العواصم الكبرى، من آسيا إلى أوروبا، ومع انتظار القرار النهائي من طهران، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، في ظل مشهد إقليمي متوتر ومرشح لمزيد من التعقيد.
0 تعليق