تسعى الحكومة دائما لمكافحة التسرب من التعليم وضمان التحاق جميع الأطفال بمقاعدهم الدراسية، ما دفع مديرية التربية والتعليم بمحافظة الغربية لإطلاق مبادرة «ارجع مدرستك» من داخل إحدى المدارس الابتدائية التابعة لإدارة سمنود التعليمية.
إجراءات عملية لإعادة الطلاب المنقطعين
المبادرة تهدف إلى إعادة دمج الطلاب المتسربين والمنقطعين عن التعليم، من خلال توفير دعم مادي ومعنوي مباشر، وذلك تنفيذًا لتوجيهات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبدعم من المحافظة وأجهزتها التنفيذية.
خلال انطلاق الفعالية يوم الثلاثاء الماضي، تم توزيع مساعدات متنوعة على 100 طالب وطالبة، شملت ملابس وحقائب مدرسية وأدوات تعليمية ومواد غذائية، بالإضافة إلى مبالغ مالية تشجيعية، وذلك لتخفيف الأعباء التي قد تُعيق عودتهم إلى التعليم. شمل التكريم طلابًا من المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
كما تم الاستماع إلى عدد من الطلاب، وجرى الحديث معهم حول الأسباب التي دفعتهم للانقطاع عن التعليم، في محاولة لفهم التحديات ووضع حلول واقعية تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي والنفسي.
أرقام تكشف حجم التحدي
كشفت مديرية التربية والتعليم بالغربية عن الإحصائيات الرسمية لظاهرة التسرب، موضحة أن عدد المتسربين من المرحلة الابتدائية بلغ 1340 طالبًا، وعدد المنقطعين 1842، بينما سجلت المرحلة الإعدادية 694 حالة تسرب و1596 حالة انقطاع عن الدراسة.
وذكرت المديرية أن جهود المبادرة نجحت في إعادة 504 طلاب حتى الآن، منهم 335 في المرحلة الابتدائية و169 في المرحلة الإعدادية، ما يمثل تقدمًا ملموسًا في مكافحة هذه الظاهرة.
وحذّرت المديرية من التأثيرات السلبية لتسرب الطلاب من التعليم، والتي تشمل ارتفاع نسب الأمية، وزيادة معدلات البطالة، وظهور أنماط سلوكية منحرفة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للنسيج المجتمعي.
استمرار الفعاليات بالمراكز الأخرى
كما تم الإعلان ان المبادرة سيتم تعميمها على باقي الإدارات التعليمية بالمحافظة، من بينها زفتى، قطور، وغرب المحلة، لتوسيع نطاق المستفيدين والوصول إلى أكبر عدد من الطلاب المتسربين والمنقطعين.
"الدعم النفسي.. مفتاح لنجاح عودة الطلاب إلى المدرسة"
قال الدكتور طارق البحيري، استشاري تعديل السلوك والمشكلات السلوكية لدى الأطفال والمراهقين لـ(البوابة نيوز)، أن العودة إلى المدرسة ليست مجرد عملية تعليمية، بل إعادة دمج اجتماعي ونفسي متكامل، مؤكدا على أن الأطفال المنقطعين عن التعليم غالبًا ما يعانون من شعور بالعزلة أو قلة تقدير الذات، مما يتطلب خطة دعم نفسي موازية لخطة التعليم.
مشددا على انه لابد من تدريب المعلمين على التعامل مع هذه الحالات بطريقة داعمة وغير عقابية، لأن الطالب العائد بحاجة إلى احتواء قبل أي شيء آخر.
0 تعليق