أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: في خطوة تؤكد التزامها بالقضايا البيئية العالمية، تستضيف الإمارات العربية المتحدة اجتماع اللجنة التوجيهية لشراكة البنك الدولي للحد من انبعاثات الميثان، الذي يعقد في أبوظبي خلال الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر 2023. يأتي هذا الاجتماع ضمن جهود دولية مكثفة لمكافحة تغير المناخ، حيث يُعتبر الميثان أحد أكثر الغازات الدفيئة تأثيراً على المدى القصير، ويُساهم في تسارع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
خلفية الشراكة والأهمية البيئية
أطلقت شراكة البنك الدولي للحد من انبعاثات الميثان في عام 2021، بالتعاون مع منظمات دولية ودولاً متعددة، لتكون جزءاً من استراتيجية أوسع للحد من الاحتباس الحراري. يركز البرنامج على قطاعات رئيسية مثل النفط والغاز، الزراعة، والنفايات، حيث يُشكل الميثان نحو 30% من الاحتباس الحراري العالمي. وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يمكن تقليل انبعاثات الميثان بنسبة تصل إلى 45% بحلول عام 2030، مما يساهم في الحد من ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 0.3 درجة مئوية بحلول عام 2050.
يُعد اجتماع اللجنة التوجيهية فرصة لمراجعة التقدم المحرز في الشراكة، ومناقشة استراتيجيات جديدة لتعزيز التعاون الدولي. سيناقش المشاركون، الذين يشملون ممثلين عن الحكومات، المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، التحديات الرئيسية مثل تبني التكنولوجيا للكشف عن تسربات الميثان وتعزيز السياسات البيئية.
دور الإمارات في استضافة الاجتماع
تُعد الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للقيادة في مكافحة تغير المناخ، خاصة بعد استضافة قمة المناخ COP28 في دبي في نهاية عام 2023. كما أعلنت الإمارات عن هدفها تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 46% بحلول عام 2030، مع التركيز على الطاقة المتجددة والابتكارات البيئية. في هذا السياق، يُعكس استضافة اجتماع اللجنة التزام الإمارات بالشراكات العالمية، حيث ستقدم خلال الاجتماع تجاربها في مشاريع مثل "مبادرة الإمارات للمناخ" التي تهدف إلى تطوير تقنيات للحد من انبعاثات الميثان في قطاعي النفط والغاز.
أكدت السلطات الإماراتية أن هذا الاجتماع سيُعزز من دور الدول النامية في جهود مكافحة المناخ، مع التركيز على نقل التقنيات ودعم التمويل المستدام. وقالت وزارة الطاقة والأمان الغذائي في الإمارات: "نحن فخورون باستضافة هذا الاجتماع، الذي يعكس رؤيتنا لعالم مستدام يعتمد على التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية".
الجوانب الرئيسية للاجتماع
سيغطي البرنامج الرسمي لللجنة التوجيهية عدة محاور أساسية، بما في ذلك:
- تقييم التقدم: استعراض الإنجازات في مشاريع الحد من انبعاثات الميثان في دول مثل الولايات المتحدة، أوروبا، والصين.
- الابتكار التكنولوجي: مناقشة استخدام الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لمراقبة انبعاثات الميثان.
- التمويل والشراكات: بحث آليات دعم المشاريع في الدول النامية، مع النظر في آلاف المليارات من الدولارات المخصصة لمبادرة البنك الدولي.
- التحديات المستقبلية: التعامل مع تأثيرات الميثان على الزراعة والنفايات، وكيفية دمج السياسات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس.
من المتوقع أن يصدر الاجتماع توصيات جديدة تُعزز الالتزامات الدولية، خاصة مع اقتراب موعد تقارير التقدم لعام 2025.
الأهمية العالمية للحد من انبعاثات الميثان
يُذكر أن الميثان، على الرغم من عمره القصير في الغلاف الجوي (حوالي 12 عاماً)، إلا أنه أكثر تأثيراً من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 مرة خلال العقد الأول. لذا، يُعتبر تقليل انبعاثاته خطوة سريعة نحو الوصول إلى أهداف اتفاقية باريس، التي تهدف إلى تقييد الاحتباس الحراري عند مستويات أقل من 2 درجة مئوية.
في الختام، يُمثل اجتماع اللجنة التوجيهية في الإمارات نقطة تحول في مسيرة مكافحة تغير المناخ، حيث يعكس التزام الدول العضوة ببناء مستقبل أخضر. مع استمرار الإمارات في قيادة هذه الجهود، يُتوقع أن يلهم هذا الحدث مبادرات أخرى في المنطقة والعالم، مما يعزز الأمل في تحقيق التوازن البيئي العالمي.
0 تعليق