أعربت وزارة الخارجية القطرية عن رفضها القاطع لما وصفتها بـ"التصريحات التحريضية" الصادرة عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه التصريحات تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية السياسية والأخلاقية.
وقالت الخارجية القطرية في بيان رسمي إن "محاولة تصوير العدوان المستمر على قطاع غزة كدفاع عن التحضّر يعيد للأذهان خطابات أنظمة استعمارية عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء".
وأوضحت الوزارة أن دولة قطر، ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثفت جهودها بالتنسيق مع شركائها لدعم مساعي الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن الرهائن، متسائلة: "هل تم تحرير ما لا يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية التي توصف بـ'العدالة'، أم عبر الوساطة التي تُنتقد اليوم وتُستهدف دون وجه حق؟"
وحذرت من أن غزة تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، مشيرة إلى الحصار الخانق، والتجويع الممنهج، والحرمان من الدواء والمأوى، واستخدام المساعدات الإنسانية أداة للابتزاز السياسي، متسائلة: "هل هذا هو النموذج الذي يُراد تسويقه على أنه تحضّر؟"
وأكد البيان أن السياسة الخارجية القطرية، المبنية على مبادئ واضحة، لا تتعارض مع دور الدولة كوسيط نزيه وموثوق، ولن تثنيها حملات التضليل والضغوط السياسية عن الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة والدفاع عن المدنيين وحقوقهم المشروعة، انطلاقًا من التزامها بالقانون الدولي دون انتقائية.
كما جدّدت دولة قطر تأكيدها على مواصلة التنسيق مع كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، لدفع جهود التهدئة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، في إطار رؤية قائمة على العدالة والإنسانية، لا على العنف والمعايير المزدوجة.
واختتم البيان بالتشديد على إيمان قطر الراسخ بأن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتنهي الاحتلال، وتكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
0 تعليق