علق المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، على التسجيلات الصوتية التي جرى تداولها مؤخرًا على لسان والده، موضحًا حقيقة هذه التسجيلات وسياقها التاريخي.

جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “بالورقة والقلم” على شاشة TeN مساء الأحد، حيث أكد المهندس عبد الحكيم عبد الناصر أن ما خرج خلال اليومين الماضيين من تسجيلات ليست تسريبات أو مفبركة، بل هي موجودة بالفعل على موقع عبد الناصر الإلكتروني الرسمي ومتاحة للجميع.

وأضاف أن “الفيديو الذي نُشر مؤخرًا يحتوي على ثلاث مقابلات موجودة على موقع جمال عبد الناصر”، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد أي هدف سياسي لظهورها في الوقت الحالي”. إلا أنه أوضح أن هذه التسجيلات “تسلط الضوء على حقبة يمكن إسقاطها على الظروف الحالية”، مبيناً أن التاريخ وما مر به الزعيم الراحل يمكن أن يقدم دروساً مرتبطة بالواقع المعاصر.

صراعه مع الإخوان

كما أشار نجل الزعيم الراحل إلى أنه تم مؤخراً نشر مؤتمر المبعوثين في مايو 1970، والذي استمر لثلاث ساعات، وقال فيه جمال عبد الناصر “نفس ما يردده البعض اليوم”، مما يدل على استمرارية بعض التحديات والقضايا.

وتناول عبد الحكيم عبد الناصر بعض المفاهيم السائدة عن والده، قائلاً: “الناس بتقول عبد الناصر قبل 67 غير بعد 67، لكن الحقيقة أنه كان رجل دولة”، ومشدداً على أن صراعه مع جماعة الإخوان المسلمين “بدأ منذ زمن بعيد” ولم يكن وليد فترة معينة.

ناصر لم يسعى للحرب

ولفت إلى أن ما يتم اقتطاعه من تسجيلات وخطابات والده اليوم، يتم إخراجه من سياقه الحقيقي والتاريخي. مؤكداً أن ناصر “لم يكن يسعى للحرب”، بل كان يواجه “ظروفاً معقدة فرضتها مواقف دولية وإقليمية متشابكة” تطلبت قرارات صعبة.

واستطرد قائلاً إن “عبد الناصر كان عنده كاريزما حقيقية، لكن مش دي الحكاية، الحكاية إنه قام بثورة داخلية ضد الفساد والملكية، مش حرب عبثية”. وأكد أن “كل من يردد أن ناصر ورّط مصر في حروب لا تخصها، يتجاهل السياق التاريخي الحقيقي” الذي أحاط بتلك الفترة.

وبذلك، يوضح المهندس عبد الحكيم عبد الناصر أن التسجيلات المتداولة تمثل جزءاً موثقاً من تاريخ والده ويمكن العودة إليها في سياقها الكامل لفهم طبيعة التحديات التي واجهها جمال عبد الناصر كرجل دولة في فترة بالغة التعقيد.