انطلق صباح اليوم، المؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، والذي يمتد خلال يومي 5 و6 مايو 2025، في القاهرة، تحت عنوان (التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي).
وفود رسمية
تشارك في المؤتمر وفود رسمية رفيعة المستوى من 14 دولة عربية، كما تشارك مصر بوفد رفيع المستوى ممثلا في بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بجمهورية مصر العربية، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، والمستشار عدنان فنجري، وزير العدل، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتشارك أيضًا في المؤتمر المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية.
ويأتي على رأس لمؤتمر حضور كلا من الدكتورة حورية الطرمال، وزيرة الدولة لشؤون المرأة بدولة ليبيا، ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، والدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة للمنظمة، إضافة إلى ورؤساء/رئيسات وفود الدول المشاركة.
جلسات علمية وتوعوية
يتضمن المؤتمر على مدار اليومين 6 جلسات عمل تحتوي على 26 ورقة علمية، تتناول موضوع العنف السيبراني ضد النساء والفتيات وكيفية مناهضته من جوانبه المختلفة.

وتشمل ورش العمل توضيح المفاهيم الأساسية والمرجعيات التشريعية والقانونية والتجارب الوطنية والدولية. إضافة إلى كيفية استخدام تقنيات الذكاء الصناعي والأمن السيبراني لحماية النساء في مجتمعاتنا العربية.
منظمة المرأة العربية
من جانبها أكدت السيدة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في كلمتها على أن هذا المؤتمر يعد محطة مهمة في مسار المنظمة، حيث يتناول موضوعًا حساسًا اختارته الدولة المضيفة مصر (دولة الرئاسة الحالية).
وأوضحت أن العصر التكنولوجي هو سمة هذه الحقبة، ويوفر فرص كبيرة جدا للسيدات ويساعدهن علي الاستفادة من العلم والمهارات التكنولوجية للتواصل والتقدم ولتطوير ظروفهن، وفي نفس الوقت هناك تداعيات سلبية محتملة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي حياة الأفراد وخاصة النساء والفتيات وهو ما نلقبه "العنف السيبراني".

كما وجهت فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، في كلمتها جزيل الشكر العميق لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية على تكريم منظمة المرأة العربية برعايته لمؤتمرها العام العاشر.
تجربة مصر في التمكين والحماية
من جهته أوضح وزير الخارجية بدر عبد العاطي في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية أن المرأة تلعب دورا مهما كشريك أساسي في تنمية المجتمع، مشددا على أهمية حماية المرأة من العنف السيبرانى والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الصناعي وضرورة إيجاد أفضل الأساليب لحماية النساء.

وأشار إلى الدور المهم الذي تقوم به منظمة المرأة العربية، والتي تعد منصة هامة لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة في مجالات دعم وتمكين المرأة في كافة مناحي الحياة.
وسلط وزير الخارجية على مخاطر العنف السيبراني وأهمية العمل العربى المشترك في استشراف الفرص وخلق مسارات لتبادل أفضل الخبرات والممارسات للعمل على إنهاء تلك الظاهرة.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر قامت باستحداث التشريعات والمبادرات للحفاظ على سلامة المرأة في الفضاء الإلكتروني ومنه قانون "مكافحة جرائم تقنية المعلومات" وقانون "تنظيم الاتصالات" وإطلاق "هاكاثون التكنولوجيا"، وحملات التوعية التي تدشَّن بالتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي. مشيرا إلى دور مصر الإقليمي والدولي في دعم حقوق المرأة من خلال المبادرات والاتفاقيات الدولية.
كما أكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، على أن العنف السيبراني ضد المرأة ليس مجرد إساءة استخدام للتكنولوجيا، بل هو امتداد وتفاقم لأنماط العنف التي تعاني منها النساء في كافة أنحاء الدول، وهو يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية، وتهديدًا لكرامة المرأة وأمنها وسلامتها.

وشددت "مرسي" علي أن جمهورية مصر العربية تؤكد التزامها الراسخ بحماية كافة مواطنيها، وتولي اهتمامًا خاصًا لضمان أمن وسلامة المرأة والفتاة، بما في ذلك الفضاء الرقمي الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من واقعنا المعاصر، مشيرة إلى أن الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية هي العامل الأساسي لتمكين المرأة في مصر، وهو ما ينعكس في جميع البيانات الرسمية التي تذكر أن تمكين المرأة "واجب" لأنه حق من حقوقها.
التقنية وسيلة تمكين لا قمع
من جانبها أكدت السيدة حورية الطرمال وزيرة الدولة لشؤون المرأة بدولة ليبيا ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، أن الحماية الرقمية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وأن التمكين الرقمي للنساء والفتيات يجب ألا يكون مقتصرًا على الوصول إلى التكنولوجيا، بل أن يشمل أيضًا التمتع بالأمان فيها، والمشاركة في صياغة مستقبلها.

وأضافت أن تطوير الدولة لأدوات تشريعية وتربوية تؤسس لثقافة احترام رقمية مستدامة، وأكدت باسم الدولة الليبية، وباسم كل امرأة وفَتاة تؤمن بأن التقنية يجب أن تكون وسيلة تمكين لا أداة قمع، قائلة: "إننا نقف معًا في هذا المؤتمر العربي المشترك لنبني شبكة حماية، وعدالة، وتواصل رقمي منصف، لا يترك امرأة خلف شاشات العنف أو على هوامش الحماية."
0 تعليق