انطلقت اليوم بمكتبة مصر العامة بدمياط أولى فعاليات الورش الفنية ضمن الملتقى الثقافي الحادي والعشرين لشباب المحافظات الحدودية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويستمر حتى 11 مايو الحالي.
ينفذ الملتقى بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، بمشاركة 120 شابا وفتاة من 6 محافظات حدودية وهى شمال وجنوب سيناء، البحر الأحمر "حلايب وشلاتين"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، وبعض مناطق القاهرة، إضافة إلى شباب محافظة دمياط، ويأتي بالتزامن مع احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء والعيد القومي لمحافظة دمياط.
ورشة الديكوباج.. فن تحويل البسيط إلى مبهر
في أجواء يسودها الإبداع، تفاعل المشاركون مع ورشة الديكوباح التي تقدمها الفنانة مها محب بمساعدة المدربة سهام إسماعيل، وهو من الفنون اليدوية المعاصرة التي تعتمد على تحويل الخامات المستهلكة كالأخشاب القديمة، الزجاج، البلاستيك، والصفيح إلى قطع فنية تصلح للزينة أو الاستخدام، وذلك باستخدام تقنيات القص واللصق والتلوين.
أوضحت "محب" أن فن الديكوباج يعود جذوره إلى القرون الوسطى، لكنه شهد تطورا كبيرا ليصبح وسيلة حديثة لإعادة التدوير الفني، فهو يجمع بين الحس الجمالي والوعي البيئي، ويشجع على الاستفادة من الموارد المتاحة وتحويلها إلى أعمال إبداعية.
ويستخدم المتدربون خلال الورشة مناديل مزخرفة، أوراق مطبوعة، وصور ذات طابع تراثي أو عصري، ويتم دمجها بمهارة على الأسطح باستخدام مادة الغراء والورنيش لإضفاء لمسة نهائية لامعة ومحترفة.
وأضافت أن الورشة تهدف إلى تنمية الذوق الفني لدى الشباب، وتعليمهم كيف يمكن للتفاصيل الصغيرة أن تخلق جمالا كبيرا، إلى جانب إمكانية تسويق منتجاتهم لاحقا كمصدر دخل إضافي.
ورشة فن الخيامية
وفي ورشة الخيامية تحت إشراف الفنان عماد إبراهيم، أوضح أن الخيامية هو فن الزخرفة القماشية باستخدام القطن الملون، حيث يتم تطريز قطع القماش يدويا بأشكال هندسية ونباتية وإسلامية الطابع، على خلفيات من القماش السميك، مما ينتج عنه لوحات فنية تصلح للديكور والمناسبات الثقافية.
وخلال الورشة، تعرف المشاركون على رموز الفن الشعبي المستخدمة في زخارف الخيامية، من النخيل، النجوم، الزخارف النباتية والطيور، بالإضافة إلى طرق تصميم وتثبيت الوحدات القماشية الصغيرة بدقة، مما يعزز مهارات الصبر والدقة والبراعة اليدوية.
وأكد إبراهيم أن ورشة الخيامية لا تقتصر على التعلم الفني فقط، بل هي دعوة لربط الشباب بجذورهم الثقافية، وإحياء مهنة تراثية باتت مهددة بالاندثار في ظل التطور الصناعي.
تنوع في ورش الملتقى
كما انطلقت ورش فنية متنوعة في يومها الأول، من بينها: ورشة "الأركت" مع المدرب أيمن السعدني، والتي تعرف المشاركون خلالها على أساسيات التفريغ على الخشب باستخدام منشار الأركت.
وورشة "المشغولات الجلدية" بقيادة نسرين مجدي، التي بدأت بالتعرف على أنواع الجلود وأدوات الحياكة اليدوية.
وورشة "الحلي اليدوية" مع الباحثة نهى الكاشف، التي شجعت المشاركين على التعبير عن أنفسهم من خلال تصميم قطع فنية قابلة للتسويق.
وفي ورشة "الفيانسيه" تحت إشراف د. أميمة رشاد، شرحت للمشاركين أدوات وتقنيات الرسم على الخزف والبرسلين.
وتضمنت ورشة "فن الريزن" مع نادر حسن، عرضا للخامات المستخدمة وتنفيذ نماذج أولية.
وفي ورشة "الطرق على النحاس" التي يديرها الفنان يوسف جلال، تعرف المشاركون على أساليب تشكيل النحاس والزخرفة عليه يدويا.
ورش النحت
كما شهد اليوم الأول انطلاق ورشة النحت على الصدف التي يديرها الفنان جلال عبد الخالق، حيث تعرف المشاركون على خصائص خامة الصدف وطرق التعامل معها، من خلال الشرح العملي لأدوات النحت والتطعيم.
وركزت ورشة "التصوير الفوتوغرافي" مع د. محمد إسماعيل، على أسس التصوير الجمالي وتقنيات استخدام الكاميرا.
وفي ورشة "البانتومايم" للفنان عمرو حمزة، استعرض خلالها أساليب التعبير الصامت واستخدام الجسد لنقل المشاعر.
وضمن ورشة "الرسوم المتحركة" التي يديرها د. محمد ربيع، تعرف المشاركون على خطوات تحريك الرسوم وتكوين مشاهد مرئية مبتكرة.
هذا وانطلقت أولى جلسات ورشة الكتابة الأدبية التي يديرها الكاتب ناصر العزبي، حيث قدم للمشاركين مقدمة حول أساسيات فن السرد الأدبي، وأنواع الكتابة المختلفة، مثل القصة القصيرة والخاطرة والشعر الحر، مع التركيز على أهمية التعبير عن الذات والواقع المحيط من خلال أدوات أدبية راقية، مشجعا الشباب على البحث عن صوتهم الخاص في الكتابة، وربط خيالهم بالإبداع الواقعي.
الدراما المسرحية
أما ورشة الدراما المسرحية التي يقدمها المخرج عمرو الزغبي، فبدأت بتدريبات تمهيدية حول مهارات الأداء، وبناء الشخصية، وكيفية تحويل النصوص المكتوبة إلى مشاهد حية على المسرح.
وأوضح أحمد يسري مدير عام الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال والمدير التنفيذي للمشروع، أن هذه الورش تعد منصة حيوية لاكتشاف طاقات الشباب الإبداعية وتنمية مهاراتهم الفنية والحرفية، مشيرا إلى أن مشاركة هذا التنوع الجغرافي من المحافظات الحدودية يثري التجربة ويعكس التعدد الثقافي الذي يميز الهوية المصرية. وأضاف أن الورش الفنية تمثل خطوة مهمة في ربط الشباب بالتراث وتعزيز الشعور بالانتماء، بما يتماشى مع أهداف مشروع "أهل مصر" في تحقيق العدالة الثقافية والوصول بالثقافة إلى كل ربوع الوطن.
لقاءات تثقيفية
هذا ويشهد الملتقى لقاءات تثقيفية، منها ندوة حول "إعادة تدوير مخلفات البيئة" تقدمها د. إيمان ريحان، ولقاء مفتوح مع الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، والدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر.
كما تتنوع فعاليات الملتقى بين الثقافية والرياضية، إلى جانب جولات ميدانية لأبرز معالم محافظة دمياط، مثل مسجد عمرو بن العاص، كنيسة الروم، الترسانة البحرية، وطابية عرابي، بما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين شباب المحافظات.
وينفذ الملتقى الثقافي الحادي والعشرون لشباب المحافظات الحدودية من خلال الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث وبالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، تحت إدارة الكاتب أحمد سامي خاطر، وفرع ثقافة دمياط بإدارة نجوى كيوان.
أهل مصر
ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.








0 تعليق