نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع البيت الروسي والمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، ندوة تحت عنوان "روسيا ويوم النصر... ذكرى 80 عامًا"، بمشاركة خبراء ومتخصصين>
افتتح فعاليات الندوة أرسيني ماتشينكو، القائم بأعمال مدير المراكز الروسية بمصر بكلمة ترحيبية أكد فيها أن انتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية لم يكن مجرد نصر عسكري، بل لحظة مفصلية أعادت تشكيل خريطة العالم، مشيرًا إلى أن الحرب أودت بحياة أكثر من 26 مليون روسي، وهو رقم يعكس حجم التضحيات التي قُدمت دفاعًا عن السيادة والكرامة والهوية الروسية. كما شدد على أن إحياء هذه الذكرى يُسهم في تعزيز قيم السلام والتقارب بين الشعوب.
رؤية مركز الحوار لتحولات النظام العالمي
من جانبه، أشار الدكتور محمد عبد المنعم، عضو مجلس إدارة مركز الحوار، إلى أن تداعيات هذا الانتصار لا تزال تلقي بظلالها على المشهد العالمي حتى اليوم، حيث يشهد النظام الدولي تحولات جذرية نحو التعددية القطبية، وهو ما يتماشى مع الرؤية التي يؤكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن نظام عالمي عادل، قائم على التوازن والشراكة، لا على الهيمنة.
عيد النصر في الوجدان الروسي
في إطار متصل اعتبر أحمد عويس، المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، أن عيد النصر يُعد من أقدس المناسبات الوطنية في الوجدان الروسي، ليس فقط لرمزيته العسكرية، بل لما يحمله من مشاعر وطنية وامتنان عميق لتاريخ حافل بالتضحيات والانتصارات. وأكد أن الاحتفال بهذا اليوم يرسّخ الهوية الثقافية والاجتماعية عبر الأجيال.
البعد التاريخي والدبلوماسي للحرب العالمية الثانية
وأشار الدكتور أحمد عبد الله، الباحث في النظم السياسية، إلى البعد التاريخي للحرب العالمية الثانية، موضحًا أن نهاية الحرب كانت نتيجة جهد عسكري ودبلوماسي متكامل، توّج بعدد من المؤتمرات الدولية المهمة، أبرزها مؤتمر يالطا، الذي مهد لرسم ملامح النظام العالمي في النصف الثاني من القرن العشرين.
الروابط المصرية الروسية في السياق الاحتفالي
بينما أكدت الدكتورة غادة جابر، الكاتبة والباحثة السياسية وعضو لجنة العلاقات الخارجية بجمعية الصداقة المصرية الروسية، على عمق الروابط بين الشعبين المصري والروسي، مشيرة إلى تشابه التجارب الوطنية في الدفاع عن الأرض والهوية.
وأضافت أن احتفالات هذا العام تكتسب طابعًا خاصًا بدعوة الرئيس فلاديمير بوتين لعدد من قادة العالم، وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحضور فعاليات الذكرى، مما يؤكد على أهمية ومكانة مصر كشريك استراتيجي. كما نوهت إلى تزامن الاحتفالات الروسية مع مناسبات وطنية مصرية مثل عيد تحرير سيناء، ما يضيف بعدًا رمزيًا للتقارب الثقافي والتاريخي بين البلدين.
مداخلات متنوعة وشخصيات بارزة
جدير الذكر أن الندوة شهدت مداخلات ثرية من عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم اللواء طارق المهدي، رئيس المنتدى المصري للإعلام، واللواء محمد عبد القادر، وهاني الجمل، الخبير الإعلامي، ومحمد ربيع، مساعد مدير مركز الحوار للدراسات. وأدار الجلسة صلاح ناصر، سكرتير تحرير التقرير الروسي السنوي الذي أكد أن تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق اهتمام مركز الحوار بمناقشة القضايا الدولية بصورة عامة والقضايا المتعلقة بروسيا بصورة خاصة من خلال تنظيم عدد من الفاعليات المعنية بروسيا وإصدار تقرير سنوي بعنوان التقرير الروسي السنوي.









0 تعليق