في حضور عميد كلية السياحة والآثار، الأستاذ الدكتور عبد الله المنيف، ورئيس الجمعية السعودية للدراسات الأثرية الدكتور محمد العتيبي، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية، انطلقت فعاليات الملتقى العلمي العاشر للجمعية تحت عنوان “المملكة العربية السعودية عبر العصور”. تم تنظيم هذا الحدث في قاعة بودل بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، خلال الفترة من 9 إلى 10 ذي القعدة 1446 هـ الموافق 7 إلى 8 مايو 2025 م. شارك في الملتقى 24 باحثًا متخصصين في مجالات الدراسات الأثرية، حيث ركزت الفعاليات على استعراض الإرث الحضاري والتطورات العلمية في هذا المجال. كان الملتقى فرصة لتعزيز الجهود الأكاديمية والعلمية، مع التركيز على دعم الدراسات التي تعكس تاريخ المملكة عبر العصور المختلفة، مما يساهم في تعزيز الوعي بالتراث الثقافي.
الدراسات الأثرية في المملكة العربية السعودية
يؤكد الدكتور محمد العتيبي، رئيس الجمعية، أن هذا الملتقى يعزز أهداف الجمعية في دعم الجهود العلمية في مجال الآثار، حيث انعكس ذلك إيجابًا على المخرجات العلمية. الجمعية تسخر إمكاناتها لتحقيق أهداف الملتقى، من خلال تقديم أوراق بحثية رصينة تناقش جوانب متنوعة من التراث، مما يبرز الإسهامات في تعزيز الإرث الحضاري. في الجلسة الافتتاحية، التي أدارها الأستاذ الدكتور محمد الذيبي رئيس قسم الآثار، تم تقديم المشاركين وتقديم لفتة تقديرية لعدد من أعضاء هيئة التدريس، مثل الدكتور عبد الله المنيف، والدكتور مشلح المريخي، والدكتور طلال الشعبان. هذا التكريم يأتي اعترافًا بجهودهم في تأهيل الكوادر الوطنية المختصة وإشرافهم على مخرجات علمية تساهم في خدمة التراث. المحتوى العلمي للملتقى شمل 24 ورقة بحثية موزعة على جلسات نقاشية غطت محاورًا متنوعة، بما في ذلك الصناعات التراثية، سمات العمارة التقليدية في المملكة، تقنيات إنتاج النماذج ثلاثية الأبعاد للمعثورات الأثرية، استغلال مصادر المواد الخام الحجرية في عصور ما قبل التاريخ، نقش عربي في نجران، فنون النحت في نجران، بالإضافة إلى دراسة العصور المتعاقبة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية.
التراث الثقافي والآثار
يسعى الملتقى العاشر إلى تنمية الفكر العلمي في مجال الآثار من خلال إتاحة الفرص لتقديم البحوث المتخصصة ومناقشتها بعمق. هذا يساهم في تطوير مناهج العمل الأثري وتبادل الخبرات العملية بين الباحثين، مما يعزز الإنتاج العلمي الكلي. من خلال هذه الفعاليات، يتم التركيز على أهمية الدراسات الأثرية في الحفاظ على التراث الثقافي، حيث تبرز الجلسات النقاشية كمنصة لتبادل الأفكار والرؤى الجديدة. على سبيل المثال، تناولت الأوراق البحثية كيفية استخدام التقنيات الحديثة للتوثيق والحماية، مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد، التي تساعد في حفظ الآثار للأجيال القادمة. كما أبرزت المناقشات دور التراث في تعزيز السياحة الثقافية، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. هذا الملتقى يمثل خطوة متقدمة نحو بناء جيل من المتخصصين قادرين على مواجهة التحديات المعاصرة في مجال الدراسات الأثرية، مع الاستفادة من الخبرات المتراكمة. باختصار، يعكس هذا الحدث التزام الجمعية بتعزيز البحث العلمي وتعزيز دور الآثار في بناء هوية وطنية قوية، مما يجعله حدثًا حيويًا يساهم في الارتقاء بالمعرفة الأثرية على المستوى المحلي والدولي.
0 تعليق