"شركة نظافة" تضبط متلبسة بسرقة التيار الكهربائي في مدينة العرائش

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيش مدينة العرائش على إيقاع فضيحة من العيار الثقيل، تقمصت الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة دور البطل فيها، إذ جرى ضبطها في “حالة تلبس بسرقة الكهرباء” عبر ربط مستودع تستغله وسط المدينة بالتيار الكهربائي بشكل غير قانوني.

وتحظى القضية، التي تفجرت يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، باهتمام واسع من قبل الرأي العام المحلي، خصوصا أن الأمر يتعلق بشركة تسهر على تدبير قطاع حيوي بالنسبة للساكنة.

وكانت جماعة العرائش فوضت تدبير قطاع النظافة لشركة “العرائش بيئة” التابعة للشركة الأم “كازا تيكنيك”، بدءا من أواخر فبراير 2023، في صفقة تمتد لسبع سنوات مقابل مبلغ مالي يقدر بـ22 مليون درهم للسنة الواحدة، حسب موقعها الرسمي.

مصدر مسؤول في الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش أكد في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية صحة المعطيات والأنباء المتداولة حول عملية الاختلاس المذكورة.

وقال المسؤول الذي لم يرغب في ذكر اسمه: “وقفنا على سرقة الكهرباء من طرف شركة النظافة التي اكتشف موظفو الوكالة ربط مستودع تابع لها بالتيار الكهربائي عبر ‘كابل’ من دون ترخيص”.

وأضاف المتحدث ذاته: “بعد الوقوف على عملية السرقة قمنا بالعمل المطلوب، إذ وثقنا العملية المضبوطة بالأدلة والبراهين عبر ممثل الوكالة القانوني ومفوض قضائي محلف حضر في المكان، وأنجز محضر معاينة قانونيا في الموضوع المثبت”.

وبخصوص حجم الاختلاس ومدته وقيمة الغرامة التي ستفرض على الشركة أفاد المسؤول نفسه: “لدينا دفتر تحملات دقيق ومفصل يتم اللجوء إليه في حالة ضبط أي اختلاس، ويحدد بشكل جلي للشركة كيفية التعامل مع هذا النوع من العمليات”.

وزاد المصدر ذاته: “لا نبخس حجم ما سرق ولا نضخمه، وإنما نقول إن لدينا من الوسائل الكافية للوقوف على الكميات المسروقة والتعامل معها وفق ما ينص على ذلك القانون”، مردفا: “الوكالة لن تتنازل عن حقها ولن تأخذ حق أحد”.

وبخصوص الأنباء المتداولة التي تتحدث عن وجود محاولات للصلح وطي الملف مقابل مبلغ جزافي يحدد في ملايين السنتيمات نفى المصدر المسؤول الأمر بشدة، وقال: “ليست هناك مفاوضات حول الموضوع، وأي اختلاس لا يخضع للتفاوض وإنما تطبق فيه المسطرة والقانون”.

ومضى المتحدث مبينا: “كيف يمكن أن نتفاوض على ما ليس لنا حق فيه ولا نملكه؟”، معتبرا أن “الشركة المعنية بالاختلاس مطالبة بأن تدلي بأوراق تثبت مدة الاختلاس، وإلا سنطبق عليه الحد الأقصى في الفوترة”.

وأفاد المسؤول ذاته بأن الحادثة التي جرت في العرائش ليست الأولى من نوعها، بل إن الوكالة وفرق المراقبة الخاصة بها “ضبطت وتضبط آلاف حالات سرقة الكهرباء في المناطق التابعة لها بمدينتي العرائش والقصر الكبير، وجماعتي العوامرة والزوادة وجماعتين قرويتين أخريين”.

وفي رده على الموضوع نفى إلياس كباب، مدير الاستغلال في شركة “العرائش للبيئة”، وجود أي صلة للشركة التي يديرها بموضوع سرقة الكهرباء، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ”خطأ وتصرف طائش من أحد العمال في المستودع الذي تستغله الشركة بشكل قانوني”.

وقال كباب: “العملية تتعلق بتصرف أحد العمال بشكل فردي من دون علم رئيسه المباشر أو غير المباشر، لجأ إليه من أجل إنهاء العمل والانصراف. والشركة لا علاقة لها بالموضوع لا من قريب أو بعيد”، مشددا على أن “العامل الذي ارتكب هذا الخطأ سيتحمل مسؤوليته وعرض على المجلس التأديبي”.

واستغرب المسؤول ذاته “الإساءة التي تعرضت لها الشركة وصورتها بسبب هذا الخطأ البسيط الذي لا دخل لها فيه”، مبرزا أن الشركة “لم تتورط في أي سرقة للكهرباء، وليست هناك أي أدلة مادية تبين الربط بشكل غير قانوني”، وفق تعبيره.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق