انفجر التوتر مجددًا بين الهند وباكستان بعد هجوم مسلح دامٍ في 22 أبريل الجاري بمدينة باهالغام السياحية بإقليم كشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، بينهم 18 سائحًا من جنسيات هندية وأجنبية.
وتبادل الطرفان الاتهامات بدعم الإرهاب، ما أشعل فتيل تصعيد دبلوماسي واقتصادي، تطوّر لاحقًا إلى اشتباكات عسكرية، وهجمات سيبرانية وصاروخية، وسط تحذيرات دولية من احتمالات انزلاق الأزمة إلى مواجهة نووية.
" title="انفجار الأوضاع .. كيف بدأ التصعيد بين الهند وباكستان وأين وصل ؟" frameborder="0">
هجوم باهالغام يؤجّج التوتر
في 22 أبريل 2025، استهدف هجوم مسلح حافلة سياحية في بلدة باهالغام الواقعة في الجزء الخاضع للهند من إقليم كشمير، ما أدى إلى مقتل 26 شخصًا، بينهم 18 سائحًا. واتهمت نيودلهي جماعات متطرفة تتلقى دعمًا من إسلام آباد بتنفيذ الهجوم، فيما نفت الحكومة الباكستانية أي علاقة لها، مؤكدة أنها لا تدعم "أي خلايا إرهابية تنشط عبر الحدود".
تصعيد دبلوماسي واقتصادي
جاء الرد الهندي سريعًا، حيث أعلنت نيودلهي تعليق "معاهدة مياه السند" التي تنظم تقاسم المياه مع باكستان، وأغلقت المعابر البرية الحيوية، ما تسبب في شلل نسبي لحركة التجارة والعبور بين البلدين. كما خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي، وطردت مستشاري الدفاع الباكستانيين، وألغت تسهيلات التأشيرات للمواطنين الباكستانيين.
"عملية سندور" ومعارك جوية
في 6 مايو، أطلقت الهند عملية "سندور" العسكرية، مستهدفة تسعة مواقع داخل كشمير الباكستانية وولاية البنجاب، مستخدمة صواريخ "براهموس" وطائرات "رافال" في ضربات دقيقة طالت مخازن أسلحة وقواعد لوجستية. وفي اليوم التالي، أعلنت باكستان عن إسقاط خمس طائرات حربية هندية، بينها ثلاث طائرات "رافال"، وطائرة من طراز "ميغ-29"، وأخرى "سو-30"، في أجواء مناطق الاشتباك. بينما نفت الهند هذه الخسائر ووصفتها بأنها "معلومات مضللة".
حرب إلكترونية وهجمات سيبرانية
في 8 مايو، شنت باكستان هجمات إلكترونية واسعة استهدفت أنظمة الاتصالات، والبنية التحتية للطاقة، ومواقع حكومية هندية. وردّت نيودلهي عبر "القوة السيبرانية الهندية" بإحباط هجمات من نوع DDoS ومحاولات اختراق قواعد بيانات استراتيجية. كما دعت الحكومة الهندية مؤسساتها المالية والحيوية إلى تعزيز أنظمتها الدفاعية، ونظّمت تدريبات محاكاة للهجمات بالتعاون مع شركاء غربيين.
صواريخ ومسيرات تعمّق التصعيد
في 3 مايو، أجرت باكستان تجربة ناجحة لصاروخ "عبدلي" الباليستي القصير المدى (450 كم)، ضمن مناورات "إندوس"، بدقة تقدر بين 100 و150 مترًا. وفي 9 مايو، نفذت طائرات مسيّرة باكستانية سلسلة غارات على 26 موقعًا هنديًا في ولايتي جامو والبنجاب، استهدفت منشآت عسكرية وأخرى مدنية، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار في المباني العامة.
عملية "البنيان المرصوص".. الرد الباكستاني الصلب
في 10 مايو 2025، أعلن الجيش الباكستاني إطلاق عملية "البنيان المرصوص" بدأت العملية بصواريخ باليستية من طراز فتح-II مدعومة بطائرات مسيّرة، واستهدفت قواعد عسكرية هندية في راولبندي وتشانكوال وجانج .
وأعلن المتحدث باسم الجيش الفريق أحمد شريف تشودري عن إسقاط 77 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع كانت تُشغّلها الهند، بينما أكد تحقيق “Dawn” تدمير 7 أهداف رئيسية بدقة عالية ومن جهتهم، أفاد مسؤولون هنود بأن عدة صواريخ مسيّرة قد تم اعتراضها قبل اختراق العمق الإقليمي بشكل فعّال
اتهامات متبادلة وخسائر بشرية
اتهمت إسلام آباد القوات الهندية بقتل 33 مدنيًا، بينهم سبعة أطفال، في قصف جوي ومدفعي طال مناطق مأهولة في كشمير، فيما نفت نيودلهي هذه الرواية جملةً وتفصيلًا، مؤكدة أن منظوماتها الدفاعية لم تُمسّ.
دعوات دولية لاحتواء التصعيد
قال رئيس وزراء باكستان إن الجيش "ردّ بشكل مناسب" على الضربات الهندية واستهدف منشآت استُخدمت في شنّ الهجوم. وأعلن وزير الخارجية الباكستاني استعداد بلاده للدخول في حوار مشروط بوقف التصعيد، وردّت الهند بأنها "ستلتزم بالمثل" في حال توفّرت ضمانات حقيقية.
وفي خضم القلق المتصاعد، أطلقت دول عدة – من بينها السعودية والولايات المتحدة والأمم المتحدة – دعوات عاجلة لوقف التصعيد، محذرة من خطر مواجهة نووية قد تهدد استقرار جنوب آسيا والعالم.
هدنة مؤقتة ومخاوف مستمرة
دخلت هدنة مؤقتة حيّز التنفيذ في 10 مايو 2025، في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لعقد لقاء مباشر بين وزيري خارجية البلدين، وسط مراقبة دولية حثيثة لمدى التزام الجانبين بوقف التصعيد والعودة إلى الحوار.
0 تعليق