حذرت المحامية نهى الجندي من أن نشوز الزوج يمثل خطرًا كبيرًا على تماسك الأسرة واستقرارها، مشددة على أن تأثيره قد يكون أخطر في كثير من الحالات من نشوز الزوجة، نظرًا لما يتحمله الرجل من مسؤوليات شرعية واجتماعية في الحفاظ على استقرار البيت وأمنه.

وخلال لقائها مع الإعلامية دينا أبو الخير في برنامج "وللنساء نصيب" المذاع على قناة صدى البلد، أكدت الجندي أن نشوز الزوج لا يقتصر على الهجر أو الإعراض عن الزوجة، بل يشمل أيضًا الترفع والتعالي عليها، وإهمالها نفسيًا ومعنويًا، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وتدهور العلاقة الزوجية. وأضافت أن الزوج يجب أن يتحمل مسؤولياته في جميع جوانب الحياة الزوجية، من النفقة إلى الاحتواء والمشاركة الفعالة في تربية الأبناء وتنظيم شؤون البيت.

وحذرت الجندي من أن غياب الرعاية والتواصل بين الزوجين قد يسبب تباعدًا عاطفيًا كبيرًا، ما يهدد استقرار الأسرة ويؤدي إلى مشاكل نفسية للأطفال بسبب فقدان البيئة الأسرية السليمة.

واستدلت الجندي بآية قرآنية في معرض حديثها عن دور الزوج في الأسرة، حيث قالت: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ...»، مشيرة إلى أن الصلح والحوار هو السبيل الأمثل لتجاوز مشكلات النشوز داخل العلاقة الزوجية.

وتابعت المحامية أن بعض السيدات يتساءلن عن سبب كثرة التوجيهات الشرعية المتعلقة بالمرأة في هذه الأمور، ولكنها أكدت أن الرجل هو صاحب القوامة في الأسرة، وبالتالي هو المسؤول الأول عن تحقيق التوازن في المنزل وتحمل مسؤولية النفقة والرعاية. وهذا ما يجعل نشوز الزوج أكثر خطورة، حيث يؤثر بشكل مباشر في استقرار الأسرة ويضر بالتماسك العائلي.

في النهاية، حذرت الجندي من أن النشوز من أي طرف في العلاقة الزوجية يؤدي إلى انعدام الاستقرار الأسري، وشددت على أهمية أن يتحمل كل طرف مسؤولياته بشكل كامل لضمان حياة زوجية سليمة وآمنة، تتسم بالاحترام المتبادل والرعاية الدائمة.