آراء حرة
الإثنين 12/مايو/2025 - 04:19 م
منذ رحيك وتمر الأيام بصعوبة، تصل فى قسوتها إلى خروج الروح من الجسد.. أيام مضت علي رحيلك يا والدى الغالي.. أشعر فيها بأن الجسد بدون روح ولا شعور بما يحدث حولى.. كل شيء بلاطعم.. غابت الشمس ولم يتبق سوى الظلام فى ليل لا أظن أن يشرق صباحه يوما.
فرغم إيمانى بأن لكل أجل كتاب ولكننى لم أتخيل يوما أن أدخل القبر لأواري جسدك الغالى التراب.. وألقي النظرة الأخيرة والتي ستظل عالقة بذهنى ساكنة في عقلي وروحي لآخر نفس في عمري.
رحمك الله ياأبي الغالى فقد كان همك الأول والأخير أنا وأخواتي وأمي.. كنت بعد الله سبحانه وتعالى السند والضهر والأمان.. أنت من صنعت مني رجلا.. وأنت السبب بعد الله سبحانه وتعالى بأن أصبح في بلاط صاحبة الجلالة.. فقد انحنى ظهرك من العمل اليومي لكي تستطيع أن توفر لى ولأخوتى سبل الحياة وحرمت نفسك كثيرا من أجلنا ووضعتنا أولوية توفر احتياجاتنا دون ان تمنح فرصة لالتقاط الأنفاس.. كنت أبا واخا وصديقا.
أعترف يا أبى بأنني أخطأت طوال السنوات الماضية، بأنني تركت دقائق بدون أن أقبل قدمك.. اعترافا بفضلك بعدم البخل علينا.. أبي الذي لن أنساه مع مرور الأيام.. رافضا فكرة أنه في عالم آخر لأنه متواجد بين أفكاري وقلبي.. أبي الذي علمني أن أجتهد في عملي حتي وصلت إلي ما أنا عليه الآن.. والدي الذي عندما شاهد أول مرة ينزل اسمي بخبر.. طار من السعادة وكأنني ولدت من جديد.. والدي الذي وقف بجواري حينما كنت لا أملك مليما.. والدي الذي كانت آخر كلماته الدعاء لي.. والدي الغالي سندي في الحياة.
والدى الغالى برحيلك توقف كل شئ في الحياة، كنت لى ولأخوتى عنوان الحياة وهانحن نتجرع مرارة الفراق، وأكبادنا تتفتت حزنا ولكن لا نقول إلا ما يرضى ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون "، وأسأل الله العظيم أن يرحمك ويغفر لك وكل أموات المسلمين ويلهمنا الصبر والسلوان، وأن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
0 تعليق