تشهد مصر ظواهر مناخية قاسية وغير معتادة في السنوات الأخيرة، وبدأت علامات التغير البيئي تثير قلقًا متزايدًا بين العلماء والمواطنين على حد سواء، ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وازدياد وتيرة العواصف الترابية والفيضانات، قد تكون هذه الظواهر بداية لحالة من الاستنفار في مواجهة التحديات البيئية الكبرى.
تزايد الموجات الحارة الشديدة في مصر
منذ سنوات، أصبحت الموجات الحارة شديدة الحرارة جزءًا من الصيف المصري، لكنها في الأعوام الأخيرة تتجاوز المعدلات الطبيعية بشكل ملحوظ، ففي صيف عام 2023، شهدت البلاد درجات حرارة وصلت إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، وهي درجات حرارة غير معتادة للعديد من المناطق، بما في ذلك المناطق الساحلية التي كانت تتمتع باعتدال في المناخ.
ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناتجة عن تراكم الغازات الدفيئة في الجو، والتي تعوق خروج الحرارة من الأرض، مما يؤدي إلى تغييرات غير طبيعية في أنماط الطقس، ويمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على الزراعة، خصوصًا في المناطق التي تعتمد على الري من النيل، وكذلك على الموارد المائية التي بدأت تعاني من نضوب في بعض المناطق.
ظاهرة الأمطار الغزيرة أو انعدام المطر في مصر
في السنوات الأخيرة، باتت الفيضانات المدمرة ظاهرة متكررة في العديد من المدن المصرية، فكان نادرًا ما تشهد المدن المصرية مثل هذه الظواهر، ولكن تعرضت البلاد في عام 2020 لموجة من الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة في بعض الشوارع.
وقد أظهرت الدراسات أن هذه الظواهر المناخية العنيفة، مثل الأمطار الغزيرة التي تتحول إلى فيضانات في وقت قصير، هي نتيجة لتغير المناخ الذي يزيد من كمية الرطوبة في الغلاف الجوي.
وقد ازدادت هذه الظاهرة في المدن الساحلية مثل الإسكندرية، التي تعاني من ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي، ما يجعلها عرضة أكثر للفيضانات.
تزايد وتيرة العواصف الترابية في مصر
أصبحت العواصف الترابية أحد أكثر الظواهر الجوية التي تزعج المواطنين في مصر، ففي الأعوام الأخيرة، شهدت البلاد زيادات ملحوظة في عدد العواصف الترابية، خاصة في فصل الربيع.
ولا تقتصر هذه العواصف على التأثير على جودة الهواء فقط، بل يمكن أن تؤدي إلى أضرار صحية، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية.
وتُسهم عوامل عدة في هذه الظاهرة، مثل الرياح القوية وتغيرات في درجات الحرارة، ومع مرور الوقت، قد تصبح هذه العواصف أكثر تكرارًا وشدة، مما يؤثر على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية مثل الزراعة.
هل تغير المناخ بدأ يظهر في مصر؟
بدأ تغير المناخ يظهر في مصر، وفي أشكال متعددة، فالبلاد تشهد تغيرات كبيرة في درجات الحرارة، وفقدان الأراضي الزراعية بسبب الجفاف، وارتفاع منسوب مياه البحر، وتُظهر الدراسات أن تأثيرات تغير المناخ ستكون أكثر وضوحًا في المستقبل، ما يستدعي تحركًا سريعًا لمواجهته.
ويتطلب الأمر تكاتفًا بين الحكومة والمواطنين، حيث يجب أن تتبنى الحكومة خططًا للتكيف مع هذه التغيرات المناخية، مثل تحسين إدارة المياه، وتطوير أنظمة الطاقة المتجددة، وتعزيز البنية التحتية لمواجهة الفيضانات، كما يجب على المواطنين أن يكونوا أكثر وعيًا بأهمية الحد من استهلاك الطاقة، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
0 تعليق