شراكة كيزاد مع برنامج “اصنع في الإمارات” لتعزيز الإنتاج المحلي

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل الجهود المستمرة لتعزيز الاقتصاد الوطني والانتقال نحو نموذج تنموي مستدام، أعلنت شركة كيزاد (KEZAD)، وهي واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في الإمارات العربية المتحدة، عن شراكتها الاستراتيجية مع مبادرة "اصنع في الإمارات". هذه الشراكة تأتي كخطوة حاسمة لدعم الإنتاج المحلي، تعزيز المنافسة العالمية للمنتجات الإماراتية، وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي ضمن رؤية الإمارات 2071. في هذا المقال، سنستعرض طبيعة هذه الشراكة، أهدافها، وتأثيرها المتوقع على الاقتصاد الوطني.

ما هي كيزاد ودورها في الاقتصاد الإماراتي؟

كيزاد هي إحدى المناطق الاقتصادية الرئيسية في أبوظبي، تأسست لتعزيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجالات التصنيع، اللوجستيات، الطاقة المتجددة، والخدمات. تغطي كيزاد مساحة شاسعة تبلغ أكثر من 550 كيلومتر مربع، وتشمل عدة قطاعات مثل المناطق الصناعية، الموانئ البحرية، والمراكز التجارية. منذ إنشائها، ساهمت كيزاد في جذب استثمارات تجاوزت قيمتها عشرات المليارات من الدراهم، مما أدى إلى خلق آلاف الوظائف ودعم التصدير.

تتميز كيزاد ببيئتها الاستثمارية الداعمة، حيث تقدم حوافز مثل الخصومات الضريبية، تسهيلات الإجراءات الحكومية، والوصول إلى شبكات نقل عالمية عبر ميناء خليفة ومطار أبوظبي الدولي. كما أنها تركز على الابتكار والاستدامة، مما يجعلها قاعدة مثالية للشركات المحلية والدولية التي تسعى لتطوير منتجات عالية الجودة.

مبادرة "اصنع في الإمارات": ركيزة التنويع الاقتصادي

مبادرة "اصنع في الإمارات" هي جزء من استراتيجية الحكومة الإماراتية لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات. أطلقتها الحكومة في إطار جهود التحول الرقمي والاقتصادي، تهدف إلى جعل الإمارات مركزًا عالميًا للتصنيع باستخدام التكنولوجيا الحديثة والابتكار. تشمل أهداف المبادرة:

  • دعم الشركات المحلية لإنتاج منتجات تحمل علامة "صنع في الإمارات".
  • زيادة الصادرات الوطنية وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
  • تعزيز الاستقلالية الاقتصادية من خلال تطوير الصناعات الاستراتيجية مثل الطاقة النظيفة، التكنولوجيا، والغذاء.
  • خلق فرص عمل وتدريب الكوادر الوطنية لمواكبة التطورات العالمية.

من خلال هذه المبادرة، تهدف الإمارات إلى تحقيق التوازن بين الاقتصاد التقليدي والقطاعات الناشئة، مما يعزز من المنافسة العالمية.

تفاصيل الشراكة بين كيزاد و"اصنع في الإمارات"

أعلنت كيزاد عن هذه الشراكة في أحد المناسبات الرسمية في أبوظبي، حيث تم التأكيد على التزام الطرفين بدعم الشهادات التجارية واللوجيستية للمنتجات المحلية. ستشمل الشراكة عدة جوانب عملية، منها:

  • دعم الشركات المستثمرة في كيزاد: ستقدم كيزاد تسهيلات خاصة للشركات التي تنضم إلى المبادرة، مثل الوصول إلى تمويل ميسر، مرافق إنتاجية متقدمة، وبرامج تدريبية لتطوير المنتجات تحت علامة "اصنع في الإمارات".

  • مبادرات مشتركة للابتكار: ستعمل الشراكة على تنظيم ورش عمل ومعارض تجارية لربط الشركات في كيزاد بموردين دوليين، مما يعزز الاتجاه نحو التصنيع المستدام. على سبيل المثال، قد تشمل هذه المبادرات إنتاج منتجات مثل الأجهزة الإلكترونية أو المنتجات الزراعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

  • تعزيز الصادرات: من خلال شبكات كيزاد العالمية، ستتمكن المنتجات المصنعة في الإمارات من الوصول إلى أسواق جديدة في أوروبا، آسيا، وأمريكا، مما يعزز من علامة المنتجات الإماراتية على المستوى الدولي.

هذه الشراكة ليست مجرد اتفاق تجاري، بل هي جزء من الرؤية الشاملة للحكومة لتحويل الإمارات إلى اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والجودة.

الفوائد المتوقعة من الشراكة

ستكون نتائج هذه الشراكة واسعة النطاق، حيث من المتوقع أن تساهم في:

  • خلق فرص عمل: من خلال زيادة الاستثمارات في كيزاد، قد يتم إنشاء آلاف الوظائف الجديدة في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا.
  • تعزيز الاقتصاد المحلي: ستزيد الشراكة من مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، مما يساعد في تقليل التأثيرات السلبية للتقلبات العالمية مثل ارتفاع أسعار الطاقة.
  • الاستدامة البيئية: مع تركيز كيزاد على الطاقة المتجددة، ستساعد الشراكة في تطوير منتجات أكثر أمانًا للبيئة، مما يعزز من سمعة الإمارات كدولة رائدة في الاستدامة.
  • المنافسة العالمية: من خلال دعم المنتجات المحلية، ستتمكن الإمارات من المنافسة مع دول مثل الصين وتركيا في الأسواق الدولية.

الخاتمة: خطوة نحو مستقبل مشرق

تشكل شراكة كيزاد مع مبادرة "اصنع في الإمارات" نموذجًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يعزز من الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة. في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، تعكس هذه الخطوة التزام الإمارات بتحويل منصاتها الاقتصادية إلى محركات للنمو. مع استمرار تنفيذ هذه الشراكة، من المتوقع أن تشهد الإمارات ازدهارًا اقتصاديًا يعتمد على الكفاءة والابتكار، مما يضمن مكانة متقدمة لها على الساحة الدولية. في النهاية، إن "كيزاد" ليست مجرد شريك، بل هي ركيزة أساسية لبناء اقتصاد يعتمد على "الصنع في الإمارات".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق