عادت بعثة منتخب مصر تحت سن 16 عامًا إلى القاهرة الإثنين الماضي، بعد مشاركتها في بطولة الاتحاد الأوروبي للتطوير، التي استضافتها بولندا خلال الفترة من 13 إلى 18 مايو. كانت هذه التجربة الدولية الأولى للفريق الشاب، حيث واجه منتخبات قوية مثل بولندا وإيرلندا وكندا، مما عزز من مهارات اللاعبين وروحهم القتالية. شهدت البطولة أداءً مشرفًا للمنتخب المصري، الذي أثبت قدراته رغم التحديات، وأكد على الاستثمار في الأجيال الشابة كأساس لمستقبل كرة القدم في مصر.
عودة بعثة منتخب مصر تحت 16 سنة
في هذه البطولة، حقق منتخب مصر تحت 16 سنة مركزًا ثانيًا بارزًا، حيث جمع 6 نقاط من ثلاث مباريات. بدأت رحلة الفريق بفوز مثير على كندا بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي (0-0)، رغم أن المباراة شهدت طرد لاعب مصري في الدقيقة 80، مما جعل الفوز أكثر صعوبة. ثم واجه المنتخب مضيفه بولندا، حيث تعادل الفريقان (1-1) قبل أن يخسر مصر بركلات الترجيح، وكان المنتخب متقدمًا حتى الدقائق الأخيرة، ما يعكس القدرة على المنافسة مع الفرق الأوروبية. أنهى الفريق مشواره بفوز قوي على إيرلندا بنتيجة (3-2)، مما أكد على تحسنه تدريجيًا خلال الدورة. كان هذا الأداء علامة فارقة، خاصة أنها فرصة أولى لمعظم اللاعبين في الساحة الدولية، حيث ظهرت مهارات فنية عالية وروح جماعية قوية.
ضمت البعثة 30 فردًا، بقيادة حمادة الشربيني، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم. شملت القائمة 22 لاعبًا موهوبًا، بالإضافة إلى الجهاز الفني والإداري والطبي، ومن بينهم حسين عبد اللطيف كمدير فني، شادي الشريف كمدير إداري، وعبد الستار صبري كمدرب عام. كما ساهم كريم أيمن كمدرب مساعد، وأمير عبد الحميد كمدرب لحراس المرمى، إلى جانب الدكتور هاجد العنتبلي كطبيب، ووجيه حسن للمهمات اللوجستية. هذه الفرقة المتكاملة ساهمت في ضمان أداء مثالي، حيث ركز الجميع على الدقة والاحترافية في كل جانب.
إنجازات الفريق الشاب
أشاد رئيس البعثة، حمادة الشربيني، بالانضباط والالتزام الذي ميز الفريق خلال هذه التجربة الدولية الأولى. قال إن الروح القتالية والتركيز كانا الشعار الرئيسي، مما يعكس ثقافة الكرة المصرية الواعدة. هذا الإنجاز ليس مجرد نتيجة رياضية، بل خطوة مهمة نحو بناء جيل جديد من اللاعبين يمكنهم المنافسة على الساحة العالمية. على سبيل المثال، ساهم اللاعبون في إظهار تقنيات متقدمة مثل التمرير الدقيق والدفاع المنظم، رغم التحديات مثل الإرهاق أو الظروف الجوية في بولندا. هذه الدورة قدمت دروسًا قيمة، مثل أهمية التحضير النفسي والتكتيكي، حيث تعلم الفريق كيفية التعامل مع الضغوط في مباريات دولية.
من جانب آخر، يُعتبر هذا الحدث فرصة لتطوير العلاقات الرياضية مع الدول المشاركة، مثل بولندا وإيرلندا وكندا، مما يفتح أبوابًا لتبادل الخبرات في المستقبل. المنتخب المصري لم يفز بالبطولة فحسب، بل قدم صورة إيجابية عن كرة القدم المصرية، مع التركيز على الشباب كرأس رمح للتطور. الآن، مع عودة الفريق، يتطلع الاتحاد المصري لتعزيز هذه الجهود من خلال برامج تدريبية مكثفة، لضمان استمرارية التقدم. هذا الإنجاز يذكرنا بأهمية الاستثمار في الأكاديميات الشبابية، حيث يمكن أن يؤدي إلى نتائج أكبر في بطولات قارية وعالمية قادمة. بشكل عام، تجسد عودة هذه البعثة لحظة فخر وطني، تدفع الرياضة المصرية نحو آفاق أوسع.
0 تعليق