إلى وزير التربية والتعليم.. المناهج تُبعد أبناءنا عن اللغة العربية.. فهل من تدخل عاجل؟!

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 بلسان شريحة عريضة من أولياء أمور طلاب المدارس الدولية الذين اختاروا هذا النوع من التعليم بإدراك شديد بأهمية تنمية مهارات أولادنا في بيئة تعليمية تواكب متطلبات العصر، لكن لم نكن ندرك أن اللغة العربية، كمادة تعليمية، ستصبح شبحاً يطاردنا، وتصبح هي التحدي الأكبر في هذه المسيرة التعليمية.

السيد الوزير..

لقد اخترنا هذا المسار التعليمي لأسباب متعددة، قد يكون من بينها ضعف مستوى العربية كلغة عند أطفالنا، أو قناعة بأن المستقبل يتطلب تركيزاً أكبر على اللغات الأجنبية. هذا الخيار الذي لا يخالف بالتأكيد المبادئ الوطنية والتربوية، ندفع ثمنه باهظاً، فقد تحولت دراسة مادة اللغة العربية في المدارس الدولية إلى عبء ثقيل لا يتناسب لا مع مستوى الأطفال ولا مع أعمارهم، وهنا أتحدث عن الفصول الصغيرة، النصوص التي تدرس لهم معقدة، تحتوي على مفردات أدبية بعيدة عن بيئة الطفل، كما أن أساليب التقييم تفوق طاقته النفسية والذهنية، والنتيجة، رفض داخلي وعزوف عن المادة، بل تحولت إلى كره للغة العربية، إلى جانب الاستنزاف المالي والنفسي نتيجة اللجوء القسري للدروس الخصوصية.

  السيد الوزير.. الواقع الذي نعيشه كأولياء أمور، يكشف عن خلل واضح وفجوة كبيرة بين طريقة تقديم اللغة العربية في المدارس الدولية، وبين قدرات واحتياجات الطلاب. هذا الخلل، حول اللغة العربية عند أولادنا إلى مادة مكروهة، بالرغم من أنه في الحقيقة هو لا يكره اللغة في حد ذاتها، بل يكره الطريقة التي تقدم بها، لأن المشكلة في النهج لا في المبدأ.

 نحن لا نعارض تعليم اللغة العربية، بل نؤمن بضرورة ترسيخها في وجدان الجيل الجديد. من أجل ذلك، نطالب بإعادة النظر في منهجها حتى يكون متوازناً، يساهم في إعادة مكانة اللغة العربية دون أن يثقل كاهل الأسرة، أو ينفر الأطفال من لغتهم وهويتهم.

  السيد الوزير.. أتقدم إليكم من خلال هذا النداء ببعض المقترحات التي ربما قد تكون ناجعة في المستقبل أبرزها، تعديل المنهج ليتناسب مع طبيعة طلاب التعليم الدولي، من خلال منهج بسيط يركز على اللغة التواصلية والمهارات الأساسية بدلاً من الحشو الأدبي والتراكيب المعقدة، كما يجب أيضاً التركيز على التحبيب لا التلقين، من خلال استخدام الوسائط البصرية، والقصص المعاصرة، والألعاب التعليمية، وأيضاً، إعادة النظر في معايير التقييم الذي يجب أن يتم بطريقة تراعي مستوى الطلاب اللغوي ومهاراتهم المتقدمة في لغات أخرى لا وفقا لمعايير موحدة قد لا تنطبق عليهم، لأن هدفنا هو أن نعلم أبناءنا اللغة العربية حتى يتمكنوا من التواصل والفهم والانتماء، لا لكي يكملوا مسيرة "سيبويه"، وأمنياتنا أن تظل اللغة العربية قريبة من قلوبهم وعقولهم، سهلة محببة، لا عبئاً معقداً، لذا نأمل في منهج خفيف واقعي وعصري، يراعي احتياجات الجيل الجديد حتى نحافظ على لغتنا وهويتنا العربية.

*كاتبة وإعلامية مغربية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق