بعد أن دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موقف بلاده، منتقدًا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعددًا من القادة الأجانب الذين اتهموا إسرائيل بالتقصير في توفير الإمدادات الغذائية لغزة، كشفت صحيفة مورننج ستار البريطانية كذب ادعاءات نتنياهو الذي زعم د: "منذ 7 أكتوبر، أرسلت إسرائيل 92،000 شاحنة مساعدات إلى غزة، تحمل 1.8 مليون طن من المساعدات، وهي كمية كافية لإطعام الجميع في القطاع. لكن حماس سرقت هذه المساعدات."
وأضاف: "لا يوجد جيش في العالم بذل مثل هذه الجهود لتقديم المساعدات للمدنيين وسط قتال عنيف."
وكشف الكاتب تيري هانسن، وهو محاضر متقاعد متخصص في شؤون الشرق الأوسط، في تقرير نشرته صحيفة مورننج ستار عن أدلة تكذب هذه المزاعم الإسرائيلية.
وأشار هانسن إلى أن نتنياهو نفسه صرح في مؤتمر صحفي بتاريخ 13 يناير 2024 قائلًا: "نحن نقدم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية لتحقيق أهدافنا الحربية."
وأضاف هانسن أن تقييمًا أمريكيًا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الدولة للسكان واللاجئين والهجرة في ربيع 2024 خلص إلى أن إسرائيل تعرقل عمدًا تسليم الغذاء والمساعدات الطبية إلى غزة.
كما أصدرت منظمة أوكسفام في يونيو 2024 بيانًا صحفيًا أكدت فيه أن إسرائيل تجعل استجابة المساعدات في غزة "شبه مستحيلة"، مما يزيد مخاطر المجاعة.
وأشار هانسن إلى رسالة عاجلة وجهها 99 من المحترفين الطبيين الأمريكيين الذين تطوعوا في غزة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في أكتوبر 2024، موضحين أن سوء التغذية لدى النساء الحوامل يتسبب في إجهاضات تلقائية، وأن الأطفال يموتون جوعًا يوميًا بسبب نقص الحليب الصناعي والمياه النظيفة. وأكدت الرسالة وجود أدلة قوية على "انتهاكات واسعة النطاق" من إسرائيل للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف هانسن أن المحكمة الجنائية الدولية خلصت إلى وجود أدلة معقولة تشير إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت "حرموا عمدًا وعن علم" المدنيين في غزة من الغذاء والماء والإمدادات الطبية.
وذكر هانسن أن شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (Fews Net)، التي أنشأتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 1985، توقفت عن نشر تقاريرها المنتظمة عن غزة بعد تخفيضات في المساعدات الأمريكية خلال إدارة ترامب.
وأشار إلى تقرير للشبكة في 12 نوفمبر 2024 حذر من احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة إذا استمر حظر إمدادات الغذاء، لكن هذه التقارير لم تعد متاحة.
وأوضح هانسن أن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لمدة 77 يومًا بين 2 مارس و18 مايو 2025، وهو جزء من نمط طويل الأمد يعود إلى عام 1991، حيث كشفت وثائق حكومية أن إسرائيل قلصت بين عامي 2007 و2010 واردات الغذاء إلى مستويات "الكفاف الأدنى".
ونقل هانسن عن دوف فايسجلاس، مستشار رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، قوله إن الهدف كان "وضع الفلسطينيين في نظام غذائي دون أن يموتوا من الجوع."
وختم هانسن مقاله بالقول: "سيحكم التاريخ أن إسرائيل، بتواطؤ الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى، نفذت حملة دعائية فعالة وإنكارًا للفظائع، مما سمح لها بإلحاق معاناة وموت هائلين بالفلسطينيين بشكل منهجي، في فشل تام للإنسانية."
0 تعليق