في زوايا البيوت الدافئة، تجلس القطط الأليفة بطمأنينة بين أفراد الأسرة، تبادلهم الحنان وتخفف عنهم توتر الحياة، ورغم هذا الرابط العاطفي العميق، قد تكون هذه الكائنات اللطيفة ناقلاً صامتًا لأمراض قد تُعرض صحة الإنسان للخطر، خصوصًا الفئات ذات المناعة الضعيفة أو النساء الحوامل، لكن هل يُشكل ذلك سببًا للتخلي عنها؟ قطعًا لا فالحل لا يكمن في الهجر، بل في المعرفة والوقاية.
أمراض تنتقل دون أن نشعر
وفقا لموقع healthline ليست كل الأمراض التي قد تنقلها القطط خطيرة، إلا أن بعضها قد يتطور إلى مضاعفات تستدعي الحذر من بين هذه الأمراض نذكر:
• داء خدش القطة: يحدث بسبب بكتيريا تنتقل عبر لعاب القطط أو خدشها، ويؤدي إلى تورم موضعي وقد يصاحبه ارتفاع في الحرارة وتضخم الغدد الليمفاوية، والأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لهذا المرض.
• داء القطط (المقوسات): عدوى طفيلية خطرة خصوصًا على النساء الحوامل، وتنتقل من براز القطط إلى الإنسان، وقد تؤدي لتشوهات خلقية للجنين أو الإجهاض إذا لم تُكتشف مبكرًا.
• السالمونيلا والعطائف: عدوى بكتيرية مصدرها براز القطط الحاملة للبكتيريا، تتسبب بإسهال حاد وارتفاع الحرارة وآلام في البطن، وقد تنقل العدوى للأطفال بسهولة إذا لم تُراعَ أسس النظافة.
• الطاعون وداء الكلب: أمراض نادرة ولكنها خطيرة، وقد تنتقل من لعاب القطط المصابة أو خدشها، وتستلزم أي عضة أو خدش غير واضح السبب مراجعة طبية عاجلة لتلقي اللقاح.
فطريات مزعجة… وتحديات في التنفس
القوباء الحلقية، أو ما يعرف بالسعفة، هي من أكثر الأمراض الفطرية شيوعًا بين القطط، وقد تُصيب الإنسان عبر لمس مباشر، كذلك يحمل وبر القطط وبولها مكونات مسببة للحساسية قد تؤدي إلى نوبات ربو لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض صدرية.
ولا تقتصر العدوى على الجلد، فقد تنقل القطط فطريات نادرة كـ”داء الشعريات المبوغة”، وهو مرض قد يبدأ بتقرحات جلدية ثم يتطور إلى التهابات داخلية خطيرة إن لم يُعالج.
بين المسؤولية والحذر: كيف تحمي نفسك؟
لا يتطلب الحفاظ على الصحة الانفصال عن الحيوانات الأليفة، بل يكفي التزام بعض التدابير البسيطة:
• تنظيف رمل القطط بالقفازات وتجنب ملامسة البراز مباشرة.
• غسل اليدين جيدًا بعد اللعب مع القطة أو تنظيفها.
• التأكد من تطعيم القطط بانتظام، وزيارة الطبيب البيطري مرة في السنة على الأقل.
• تجنب السماح للقطط بالصيد أو أكل اللحوم النيئة.
• الحذر عند التعامل مع القطط في حال وجود أطفال أو نساء حوامل في المنزل.
الخلاصة: التوازن ممكن
القطط ليست مصدر خطر بحد ذاتها، بل تصبح كذلك فقط إذا أُهملت الرعاية والنظافة، العلاقة مع الحيوان الأليف قد تتحول إلى تجربة صحية وممتعة إذا أحسنا إدارتها بعقلانية، فكما تمنحنا القطط دفء العاطفة ورفقة العمر، فإننا مدعوون بالمقابل إلى حمايتها وحماية أنفسنا من احتمالات المرض، فالوقاية ليست ترفًا بل مسؤولية.
0 تعليق