عدد ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا.. إعلان عاجل من وزارة الطاقة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من المتوقّع أن يشهد عدد ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا ارتفاعًا وشيكًا، بعد إعلان رسمي من وزارة الطاقة يؤكد وصولها إلى 10 ساعات يوميًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في خطوة تُمثّل بداية تحوّل نوعي في القطاع بعد سنوات من التراجع الحاد.

ويمثّل هذا التطور مؤشرًا لعودة تدريجية للاستقرار في منظومة الكهرباء، التي كانت من أكثر القطاعات تأثرًا بالأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من عقد.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات قطاع الكهرباء السوري، يأتي الإعلان في وقت تتكثّف فيه الجهود الحكومية لتوسيع البنى التحتية، وسط دعم استثماري متنامٍ ومشروعات طموحة تُنفّذ بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.

وتعكس التغيرات المتسارعة في مشهد الطاقة توجهًا رسميًا لإعادة بناء القطاع على أسس حديثة، مدعومة بتقنيات غربية وإمدادات خارجية جديدة، لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيًا.

الكهرباء في سوريا

أكد وزير الطاقة محمد البشير أن ملف الكهرباء في سوريا يمرّ حاليًا بمرحلة مفصلية، في ظل تدفقات استثمارية غير مسبوقة، أهمها توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة أورباكون القطرية التي وصفها الوزير بأنها "لحظة تاريخية" تُعيد بناء البنية التحتية للكهرباء.

وأوضح البشير أن مشروع التعاون مع الشركة القطرية يستهدف توليد 5 آلاف ميغاواط؛ ما يُسهم في زيادة كبيرة بالتغذية الكهربائية وتحقيق استقرار طويل الأمد في الكهرباء في سوريا، مشيرًا إلى أن المشروع يمتد لمدة سنة و8 أشهر، غير أن الوزارة تسعى لإنهائه خلال سنة واحدة فقط.

وأضاف الوزير السوري، أن الاتفاقية تتضمن إنشاء 4 محطات توليد تعمل بتقنيات متطورة، منها: دير الزور ومحردة وزيزون وطريفاوي، بالإضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في وديان الربيع جنوب البلاد.

وصرح بأن المرحلة المقبلة ستشهد إمدادات جديدة من الغاز عبر الأردن وتركيا، مما سيعزّز منظومة التوليد.

وقال إن الآلاف من الشركات أبدت رغبتها في دخول السوق السورية بعد رفع العقوبات، ووجّه نداءً مفتوحًا لها للاستثمار في البنى التحتية للطاقة.

أكبر صفقة كهرباء في تاريخ سوريا

شهدت العاصمة السورية توقيع أكبر صفقة كهرباء في تاريخ البلاد، بين وزارة الطاقة وشركة أورباكون القطرية، بقيمة تقديرية تبلغ 7 مليارات دولار.

وتستهدف الاتفاقية تحويل سوريا من بلد يعاني عجزًا في الطاقة إلى دولة مكتفية، بل مصدّرة للكهرباء خلال 3 سنوات، بحسب ما صرّح به الرئيس التنفيذي للشركة القطرية رامز الخياط.

وتشمل الصفقة تطوير محطات توليد بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة، مع استعمال تقنيات أميركية وأوروبية.

الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط
الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط - الصورة من "سانا"

وستوفّر المشروعات نحو 50 ألف فرصة عمل مباشرة، و250 ألف فرصة غير مباشرة، بما ينعكس على سوق العمل والدورة الاقتصادية في البلاد.

وأوضح الخياط أن أورباكون تعتزم استعمال تجهيزات حديثة لضمان الكفاءة في التشغيل، مشيدًا بالدور الذي أدّاه الرئيس السوري أحمد الشرع، وأمير قطر تميم بن حمد، في تهيئة الأجواء لهذا التعاون، بالإضافة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

كما أعلن إطلاق مبادرة "إحياء الكهرباء في سوريا" التي تضم عدة شركات إقليمية ودولية لتطوير محطات الغاز والطاقة الشمسية في البلاد.

صفقة الغاز التركي إلى سوريا

على صعيد متصل، سجّلت صفقة الغاز التركي إلى سوريا، مؤخرًا، تطورًا لافتًا، مع إعلان وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار انتهاء ربط خط أنابيب الغاز بين كلّس التركية وحلب السورية، إذ ستبدأ أنقرة توريد مليارَي متر مكعب من الغاز سنويًا إلى سوريا لتغذية محطات توليد الكهرباء.

ويهدف المشروع إلى تقليص فجوة الطلب، ولا سيما أن حاجة سوريا اليومية من الغاز تبلغ 23 مليون متر مكعب، إذ ستُسهم كميات الغاز في توليد ما يقارب 1000 ميغاواط من الكهرباء، ضمن اتفاقية شاملة لتوريد الغاز والكهرباء من أنقرة إلى دمشق.

من جهة أخرى، تعمل وزارة الطاقة السورية على استكمال ربط خط كهرباء بقدرة 400 كيلو فولت بين تركيا وسوريا، مع توقعات بدخوله الخدمة بحلول نهاية العام الجاري، في خطوة من شأنها دعم شبكة الكهرباء الوطنية وزيادة الاستقرار في الإمدادات.

من فعاليات توقيع الاتفاقية
من فعاليات توقيع الاتفاقية - الصورة من حساب وزارة الطاقة السورية في فيسبوك

مستقبل قطاع الطاقة السوري

تُظهر المؤشرات الراهنة أن قطاع الطاقة في سوريا يدخل مرحلة إعادة بناء شاملة، مدعومة باستثمارات خليجية وتقنيات غربية، وبمساندة إقليمية من تركيا.

ويمثّل رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا إلى 10 ساعات يوميًا خلال أسابيع تحولًا نوعيًا سينعكس على مختلف مناحي الحياة.

 

ومن المتوقع، في حال استكمال المشروعات المخطط لها، أن تحقق سوريا اكتفاءً ذاتيًا من الكهرباء خلال 3 سنوات، مع إمكان تصدير الفائض إلى دول الجوار، وهو ما يفتح صفحة جديدة في ملف الكهرباء في سوريا بعد أكثر من عقد من الأزمات والانقطاعات.

وبينما تتسارع وتيرة التنفيذ على الأرض، تبرز الحاجة إلى تعزيز الشفافية والاستدامة في الإدارة لضمان استمرار الإنجازات، وتحقيق التنمية الشاملة التي طالما انتظرها الشعب السوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون.. من "سانا".
  2. تصريحات وزير الطاقة السوري، من "سانا".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق