فى ندوة عقدها "سيمو" أغسطس 2019.. عبدالرحيم على يقدم للعالم روشتة مكافحة الإرهاب ويكشف: الجمعيات التابعة للإخوان تتغلغل كالسرطان فى المجتمع الفرنسي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقى الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، كلمة مهمة فى ندوة المركز بباريس، على هامش انعقاد قمة الدول الصناعية السبع فى منتجع «بياريتز»، بإقليم الباسك جنوب غربى فرنسا، فى أغسطس ٢٠١٩، والتى حضرها لأول مرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن هناك ٣ خطوات مهمة يجب تنفيذها لمكافحة الإرهاب، وإلا سنكون أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر فى وجه العالم، فى أى لحظة.

خدعة الربيع العربي

كشف الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي، عن استراتيجية التنظيمات الإرهابية للانتشار فى دول العالم خلال الوقت الراهن، التى تعتمد على المناطق الرخوة واستغلال الثغرات الأمنية.

وتحدث «علي» فى الإفطار الشهرى للمركز، عن حقوق الإنسان ومحاولات الجماعات الإرهابية توظيفها سياسيًا لصالحها، واستخدامها كذريعة فى وسائل الإعلام الغربية، لضرب استقرار الدول، وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، قائلًا: إن الإرهابيين يستغلون فقدان أى دولة لسيطرتها الأمنية على منطقة ما ووجود فوضى سياسية وأمنية فى تلك المنطقة للتمركز فيها واعتبارها نقطة انطلاق للتخطيط لعملياتها الإرهابية، مستشهدا بالعراق وليبيا.

وتابع: للأسف الشديد، عندما بدأ ما أسماه البعض بثورات الربيع العربي، وتحمس الأوروبيون له، وقلنا لهم آنذاك إن المقصود من هذا الربيع هو صناعة مناطق واسعة تعج بالفوضى لتصبح بيئة صالحة لنمو الجماعات الإرهابية، وسيطرة الإسلاميين على السلطة بما يعطى قوة وزخما لأفكار الكراهية والتمييز العنصري.

واستطرد: طلبنا منهم أن يتريثوا قليلًا فى الحكم على تلك الظاهرة ودعمها، إلا أنهم كانوا متشبعين برؤية بعض الكُتاب الغربيين، الذين كانوا يعتبرون القوى المسيطرة على الربيع العربى آنذاك مناضلين من أجل الحرية، وبالفعل ظهر تنظيم داعش الإرهابى كنتيجة طبيعية لذلك الربيع العربى وتوغل فى المنطقة العربية، واستهدف بعد ذلك عددًا كبيرًا من المدن الأوروبية، وكبّدها خسائر فادحة.

الإخوان والبرلمانات الأوروبية

179.jpg

وأضاف عبدالرحيم علي، أن قضية التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمتصل بين الدول الصناعية السبع وبين دول أفريقيا بل وآسيا حول القضايا والمشكلات المشتركة وفى مقدمتها كيفية مواجهة الإرهاب، أمر بات ضروريًا.

وتابع: الإرهابيون وممولوهم استفادوا كثيرًا من التناقضات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين المحاور الدولية العالمية والإقليمية فى عالمنا المعاصر، مستشهدا بما عانى منه الوطن العربى من انتشار العمليات الإرهابية فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والتى كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط فى مصر، فى الوقت الذى كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا تعتبر هؤلاء الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية وفى أقل التوصيفات "معارضة مسلحة"، ما يفتح لهم مجال اللجوء السياسي، وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من أجلهم جلسات الاستماع فى المجالس النيابية المنتخبة، ومجلس العموم البريطانى مثال صارخ على ذلك، كما تجرى معهم الحوارات الصحفية والتليفزيونية ليقدموا وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيًا أو عقائديًا.

وأضاف: إلى الآن، للأسف الشديد، ما زالت بعض الوسائط الإعلامية الكبرى، مثل قناة BBC، تطلق على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية فى سيناء، مصطلح (المسلحون) فى تغطيتها الصحفية للأحداث، بينما لو قام إرهابى واحد بطعن مواطن بريطانى فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون عليه مسمى (الإرهابي)، فى تناقض واضح تستغله الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ.

وأردف: "على الجانب الآخر من الصورة، يدعو البعض إلى قمع المرأة وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيًا ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، وهى كلها أولويات وضعتها قمة الدول السبع لمناقشة كيفية مكافحتها، كما أنها تعتبر ضمن جرائم الكراهية والتمييز العنصرى فى كل أوروبا، وبالرغم من ذلك نجد كُتابًا كبارا فى كبريات الصحف الأوروبية، يعتبرون قادة التنظيم الدولى للإخوان والتنظيم نفسه الذى يؤمن بمجمل تلك الأفكار العنصرية، مناضلين من أجل الحرية، وتفتح لهم أبواب البرلمانات والمراكز الحقوقية ليعرضوا بضاعتهم تلك أمامها".

وطالب "علي"، بنبذ التناقضات السياسية، قائلًا: "توحيد المفاهيم فى هذا الإطار بات ضروريا بين دول أوروبا القوية والبلاد الأفريقية حتى نمنع الإرهابيين ودعاة الأفكار العنصرية وناشرى الكراهية من الاستفادة من تلك التناقضات".

الإعلام الغربى وحقوق الإنسان

180.jpg

انتقد عبدالرحيم علي، تناقض الخطاب الإعلامى الغربى فى مسألة حقوق الإنسان وقصرها على حقوق دون أخرى، قائلا: «نجتمع اليوم بمقر مركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الفرنسية باريس على هامش مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع الذى ينعقد هذا العام تحت شعار "مكافحة أوجه انعدام المساواة باعتبارها مسألة تتعلق بالعدالة»، وحددت فرنسا باعتبارها رئيس المجموعة فى هذه الدورة خمس أولويات رئيسية مطروحة للمناقشة وهي:

١- مكافحة أوجه انعدام المساواة فى المصير، من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة.

٢- تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئى المنصف الذى يركّز على صون التنوّع البيولوجي.

٣- اغتنام الفرص التى يتيحها المجال الرقمى والذكاء الاصطناعى على نحو أخلاقى محوره الإنسان.

٤- العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التى تزعزع أسس مجتمعاتنا.

٥- تجديد الشراكة مع القارة الأفريقية على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف.

كيفية مكافحة الإرهاب دوليا

أكد عبدالرحيم علي، أن التعاون الدولي، وليس فقط الأوروبي- الأفريقى لمكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله، بات ضرورة قصوى فى تلك المرحلة من تاريخ البشرية.

وحدد «علي»، ٣ خطوات مهمة لمكافحة الإرهاب؛ وهي:

١- تعزيز التعاون الاستخباراتى فى مجال تبادل المعلومات.

٢- تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى فى مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التى تستخدمها عادة فى إعادة الهيكلة والانطلاق مرة أخرى.

٣- تعزيز التعاون الاقتصادى والفنى، خاصة فى مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وسيناء فى مصر، وتقديم الدعم الواسع لقوى الدولة التى تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكل الوسائل، لكى تحقق انتصارا نهائيا على تلك العناصر الإرهابية وتطارد مموليها بمساعدة دول أوروبا فى جميع أنحاء العالم.

وحذر "علي" من عدم اعتماد تلك الاستراتيجية قائلا: "أعتقد أنه بدون هذه الخطوات الجادة، التى أتمنى على المجتمعين فى بياريتز من قادة الدول الصناعية الكبرى وضيوف المؤتمر، من قادة العالم وأفريقيا، أن يناقشوها ويتخذوا قرارات حاسمة بشأن تنفيذها، فإننا سنكون أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر فى وجة أى دولة بالعالم، فى أى لحظة".

الجهاد والإخوان

رفض عبدالرحيم علي، بشكل قاطع إطلاق مصطلح "الجهاديين" على "الإرهابيين"، أو "المسلمين" على "الإخوان"، قائلًا إن أمثال هؤلاء من المتطرفين المجرمين القتلة ليسوا جهاديين، مؤكدا أن الجهاد فى الإسلام شيء أسمى وأنبل مما يفعله هؤلاء الإرهابيون.

وتابع: "الإصرار على ذكر كلمة الجهاديين، يشرف المسلم أن يكون مجاهدا، ولكن لا يشرفه أن يكون إرهابيا، وإطلاق هذه التسميات يجعلهم يفخرون بأنفسهم"، مضيفا: "إننا جميعا مسلمون لا نؤمن بالإسلاميين، فالإسلامى غير المسلم، فهو يسعى نحو الخلافة الإسلامية سواء بالعنف أو الإرهاب أو الديمقراطية".

فقراء فرنسا والجمعيات المتطرفة

وقال عبدالرحيم علي: إن السبب الرئيسى وراء اعتماد المنظمات على تمثيل الإسلاميين فى فرنسا، هو أن الدولة الفرنسية تخلت عن مواطنيها الفرنسيين لصالح هذه الجمعيات، لإنشاء جمعياتهم ومساجدهم والمشروعات الصغيرة الخاصة بهم. 

وأكد «علي»، أن المواطن الفرنسى الفقير الذى تخلت عنه دولته يجد تلك الجمعيات المتطرفة فى وجهه تساعده فى الزواج والعمل، وتقدم له الملابس بالطريقة التى يريدها، والاندماج فى المجتمع الخاص بتلك الجمعيات وليس فى المجتمع الفرنسى الدولي، مشيرًا إلى أنه عندما تتخلى الدولة عن مسئوليتها يلجأ الأفراد لتلك الجمعيات المتطرفة. 

مبدأ الإرهابيين.. الجهاد هو قتال المختلف

183.jpg

وكشف عبدالرحيم علي، عن وجود ٥٠٠ جمعية خاصة بجماعة الإخوان الإرهابية فى فرنسا تمول من تركيا وقطر، فى مقابل ٢٣٠ جمعية خاصة بالدولة الفرنسية، موضحًا أن تلك الجمعيات لا تفعل شيئًا سوى أنها تتلقى الأموال من قطر وتركيا هى الأخرى فلا نجد لها أى دور، ويكون الدور الفعلى للجمعيات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية. 

وأضاف: "الإخوان" تعمل على بناء الجمعيات الفرنسية التى تعمل ضد قيم الجمهورية الفرنسية، وتدعى أن الجهاد هو "قتال المختلف" إضافة إلى فصل الجنسين فى المدارس تحت علم الدولة الفرنسية، موضحا أن هناك قصورًا شديدًا من الدولة الفرنسية تجاه تلك الجمعيات، إضافة إلى شراء السياسيين بالأموال التى تعطى لهم شهريًا، مضيفًا أنه ليس هناك أى إجراء يتخذ ضدهم. 

شارك فى الندوة «ميريام بنراد»، الباحثة المتخصصة فى العنف السياسي، بمعهد دراسات وبحوث العالمين العربى والإسلامي، بوزارة التعليم العالى الفرنسية «إيرمام»،  بوكالة التنمية الدولية، و«رولان لومباردي»، الباحث الفرنسى المعروف والمتخصص فى شئون الشرق الأوسط، والكاتب الفرنسى «جواكيم فليوكاس»، وقدم الندوة وأدارها الدكتور أحمد يوسف المدير التنفيذى لمركز دراسات الشرق الأوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق