يستعد المغاربة هذا العام لاستقبال عيد الأضحى في ظروف غير معتادة، بعد القرار الملكي الذي دعا إلى عدم نحر الأضاحي، في خطوة استثنائية تراعي تداعيات الأزمة الاقتصادية والجفاف الذي يؤثر على قطاع الماشية.
فيديو يظهر الأمن يصادر الأضاحي من منازل المواطنين
ورغم تفهم العديد من المواطنين للقرار الذي جاء في سياق اجتماعي وانساني، الا أن الجدل عاد ليتصدر النقاش العام، بعد تداول عدد من النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وصفوه بـ"الصادم" و"الكارثي"، حيث يُزعم انه يُظهر عناصر من الأمن المغربي وهم يداهمون منازل المواطنين ويصادرون الأغنام المخصصة للأضحية.
المقطع أثار موجة من التفاعل والتساؤلات بين المغاربة، خصوصًا انه لم يصدر حتى اللحظة اي تعليق رسمي من الجهات المعنية في المغرب لتأكيد أو نفي صحة الفيديو، ما يفتح الباب أمام احتمالية التلاعب أو تداول محتوى قديم أو خارج السياق.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار إلغاء الأضاحي هذا العام، رغم ندرته، يُعد خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين، والتقليل من الطلب على الماشية في ظل الظروف المناخية الصعبة.
لماذا ألغت المغرب شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى 2025؟
في خطوة وصفت بأنها استثنائية وتعبّر عن وعي عميق بالمسوولية الاجتماعية، وجّه الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، دعوة للمغاربة في فبراير الماضي للاستغناء عن شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى لهذا العام، مراعاةً للتداعيات الاقتصادية والمناخية التي تمر بها البلاد.
ورغم تأكيد الملك على أهمية إحياء طقوس العيد من صلاة وصلة رحم وتبادل التهاني والصدقات، الا انه شدد على أن ذبح الأضحية، ورغم كونه سنة مؤكدة للمستطيع، إلا أن تطبيقها في هذه الظروف سيفاقم من معاناة العديد من الأسر، خاصةً الفئات محدودة الدخل.
وأوضح الملك أن تراجع أعداد الماشية بشكل كبير، إلى جانب الغلاء وتزايد الاعباء المعيشية، يجعل من التضحية هذا العام عبئًا قد لا يحتمله كثير من المواطنين، وان الاستغناء عنها مؤقتًا يصب في مصلحة المجتمع ككل.
وقد لاقى هذا التوجيه تفهّمًا واسعًا بين العلماء والمراقبين، الذين اعتبروه تعبيرًا عن "فقه الواقع"، وحرصًا ملكيًا على تحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، وفي مقدمتها رفع الضرر عن الناس.
وسائل إعلام دولية سلطت الضوء على هذه المبادرة، معتبرة ان القرار الملكي يُجسد بعدًا إنسانيًا راقيًا، يوازن بين الجانب الديني وظروف العيش، دون المساس بجوهر الشعائر ولا بمكانتها الروحية في قلوب المغاربة.
هل هذا القرار صحيح شرعا؟
في رسالة ملكية رسمية بثتها القناة الاولى المغربية، أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن الملك محمد السادس وجّه دعوة صريحة الى الشعب المغربي بعدم اداء شعيرة ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى هذا العام، مشيرًا إلى أن الملك سيتولى بنفسه القيام بالذبح نيابة عن شعبه.
وأكدت الرسالة الملكية أن القرار ياتي في اطار مراعاة الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة، لا سيما أزمة الجفاف التي تضرب البلاد للعام السابع على التوالي، وما نجم عنها من ارتفاع كبير في أسعار الأضاحي، مما ضاعف الأعباء على الأسر المغربية.
وأفادت وكالة الأنباء المغربية بان هذا التوجيه الملكي جاء استجابة لمطالب شعبية واسعة طالبت بتعليق شعيرة الذبح هذا العام، نظرًا لتدهور الوضع البيئي والاقتصادي، في وقت تسعى فيه الدولة للتخفيف من الاعباء عن المواطنين، دون المساس بالمعاني الروحية لعيد الأضحى.
ويُعد هذا القرار سابقة فريدة تعكس نهجًا إنسانيًا متزنًا، يجمع بين الحفاظ على الشعائر الدينية واستحضار الواقع الاجتماعي والاقتصادي، بما يضمن كرامة المواطن ويحترم مقاصد الشريعة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق