تدشين المركز نقلة نوعية كبيرة لكشف أخطار الإسلام السياسى على العالم وعلى المجتمع الأوروبى بشكل خاص
عبدالرحيم على بذل جهدًا كبيرًا بين النواب والصحفيين فى القارة العجوز.. واكتشف سوء فهمهم وانخداعهم بمقولات الجماعة الإرهابية
فجأة، استيقظت فرنسا بعد صمت طويل وتنبهت إلى الخطر الإخوانى الداهم الذى يهدد استقرار المجتمع الفرنسى.. قامت الدنيا ولم يقعد حتى الآن منذ رفع السرية عن تقرير "الإخوان المسلمون والإسلام السياسى فى فرنسا"، الأربعاء ٢١ مايو.. وهو التقرير الذى انفردت "البوابة" بنشره كاملًا مترجمًا إلى العربية فى عددها يوم الجمعة ٢٣ مايو الجارى، كما نشرته على موقعها مع نصه الفرنسى.
إذا كنتَ قد اطلعت على التقرير الفرنسى، فلعلك لاحظت أن الكثير مما ورد به سبق أن نبه إليه الكاتب الصحفى عبدالرحيم على الذى كثيرًا ما صرخ وعلا صوته يشرح بالمنطق السليم والمعلومات الموثقة والدلائل الواضحة خطورة الإخوان كأخطبوط مُدَمِر للأوطان.. لم يكتف عبدالرحيم على بكشف حقيقة الإخوان أمام القارئ العربى فاتجه إلى الغرب ليخاطبه بلغته وأنشأ فى سبيل ذلك مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "CEMO" بباريس، وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات فى العاصمة الفرنسية وعدة مدن وعواصم أوروبية بحضور أكاديميين وصحفيين وباحثين غربيين.. ومن تابع تلك المؤتمرات والندوات، يمكن أن يصل باطمئنان إلى نتيجة مؤداها أن عبدالرحيم على نجح تمامًا فى مهمته دفاعًا عن مصر وأمنها واستقرارها مثلما نجح فى تعرية تلك الجماعة الإرهابية وكشف مدى تغلغلها فى نسيج المجتمع الفرنسى بشكل خاص والمجتمع الغربى على العموم.
وهذا العدد، نخصصه لعرض بعض ما قام به مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس فى السنوات الماضية.. إذ لم يتوقف عبدالرحيم على عند ما أنجزه فى الداخل ولم يعتبر نفسه قد وصل إلى محطة النهاية، فكان الحلم لا يزال يختمر والعقل لا يزال يفكر فى مشروعات أخرى.. وهناك فى باريس، فاجأنا بتأسيس مركز (CEMO) كمؤسسة منشأة وفقًا للقوانين الفرنسية.. ففى ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧، وبحضور كبار الكتاب والسياسيين الفرنسيين، تم تدشين المركز للرد على افتراءات الجماعة الإرهابية ليمثل نقلة نوعية كبيرة فى إطار اهتمامه بدراسة ظاهرة الإرهاب والإسلام السياسى، وكشف أخطاره على العالم بشكل عام وعلى المجتمع الأوروبى بشكل خاص، عبر تنظيم سلسلة من الندوات والمؤتمرات وإصدار البحوث والكتب والدراسات باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وضم المركز نخبة من كبار الباحثين من جنسيات مختلفة.
بكل لغات العالم
وجاء تدشين المركز فى إطار حفل توقيع كتابين جديدين باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بحضور نخبة من كبار السياسيين والمفكرين والصحفيين الفرنسيين، وهما كتاب «دولة الإخوان»، الذى يتعرض فيه عبدالرحيم على لتاريخ الجماعة الإرهابية وما تمثله من أخطار محدقة بأوروبا، وكتاب «داعش وإعادة تقسيم الشرق الأوسط» والذى يتناول التنظيم بالشرح والتحليل، ويكشف مخططاته الرامية لتفتيت المنطقة والقضاء على عناصر قوتها الاقتصادية والعسكرية، واللذان صدرا باللغة الإنجليزية، وصدر أحدهما باللغة الفرنسية أيضًا عن دار «لاماراتان».
وباسم المركز، طاف عبدالرحيم على معظم العواصم الأوروبية، ليعقد الندوات والمؤتمرات وينبه الأوروبيين لخطورة التنظيم الإرهابى ويكشف لهم الكثير مما غاب عنهم عن حقيقة التنظيم الدولى للإخوان، ومحاربة قوى الإرهاب بكل لغات العالم، ومواجهة جماعات الشر والإرهاب وعلى رأسها تنظيما الإخوان و«داعش» الإرهابيان، وفضح مخططات الإرهابيين، من خلال التواجد فى قلب أوروبا، لمخاطبة الرأى العام الأوروبى ولتحذيره، بلغته الأصلية، من التواجد الإخوانى فى القارة الأوروبية ومحاولات تمدده فى جميع أرجاء الغرب، وخطورة التنظيم الدولى على القيم الأوروبية، وفضح حقيقة موقف الإخوان من غير المسلمين، وكذلك موقفهم من المرأة والديمقراطية، واعتمادهم منهج التغيير بالعنف، حتى على القيم والديمقراطيات الغربية نفسها، وكذلك التنبيه إلى تاريخ استخدام الجماعة للعنف وتبريره من الأربعينيات حتى وقتنا الراهن، كما كان المركز سفيرًا فوق العادة من أجل إعلاء شأن مصر أمام العالم، والرد على أكاذيب الجماعة الإرهابية، وتوضيح حقيقة ثورة ٣٠ يونيو باعتبارها ثورة شعبية بامتياز، نجحت فى إنقاذ الوطن من مصير مجهول على يد الفاشية الدينية.
تحقيق المستهدف
لقد رسخ المركز أقدامه فى أوروبا وصار علامة بارزة على حسن إدارة العمل وتحقيق المستهدف فى نقل المعركة إلى قلب أوروبا فى مواجهة سرطان الإرهاب واختراق الإخوان للمجتمعات شرقًا وغربًا. ولا نبالغ إذا قلنا إن مركز CEMO كان خبطة إعلامية وسياسية كبيرة، وأداة للتواصل المباشر بين الشرق والغرب أثبتت أهميتها وضرورتها فى ظل ظروف عديدة متشابكة وسط عالم يموج بالعديد من الأحداث التى تبعث على القلق والتوتر.. لقد تخطى المركز الحدود وذهب إلى كل مهتم فى كل بقاع الدنيا حتى عقر داره، فكان بحق تحولًا تاريخيًا فى نهج التعامل السياسى فى ظل متغيرات متلاحقة ويلهث الجميع وراءها، فمن عشق عمله لا يركن إلى الراحة فى أى يوم من الأيام، ومن عشق مصر لن يبخل عليها بكل ما يتطلع إليه.
0 تعليق